مرضى التثور اللاإرادى، فشلت كل محاولات علاجهم من هذا المرض اللعين، وتحول إلى مرض عضال لا شفاء منه، وتأثيراته السلبية مخيفة، لا تتوقف على تدمير البشر فحسب، وإنما ممتد للحيوان والجماد لإسقاط الأوطان.
مرضى التثور اللاإرادى، يزعجهم استقرار البلاد، ويثير لديهم حالة من «الهرش» عندما يستتب الأمن، فهم لا يعيشون إلا فى أتون نار الفوضى، ولا يستشعرون بأى سعادة إلا عندما تسيل الدماء البريئة لتغرق الشوارع، وتحولها إلى «وحل»، ولا يتمتعون إلا عندما يتنقلون بين استوديوهات القنوات الفضائية، ومقرات الصحف، والجلوس بين جنبات قصور الحكم، وعندما تختفى هذه الأمور تزداد حالتهم سوءا.
لذلك لا يتوانى المتثورون اللاإراديون، فى أن يستعينوا بالشيطان لتحقيق أمانيهم وأهدافهم، فيضعون أيديهم فى أيدى جماعة الإخوان الإرهابية، ويفتحون أحضانهم للمنظمات الأجنبية المشبوهة، مثلما حدث فى 25 يناير 2011، وسلموهم الحكم، وهذه الأيام بدأ المتثورون اللاإراديون، فى الترتيب لإعادة نفس مشاهد جمعة الغضب 28 يناير 2011، وأعدوا العدة تحت مسمى «الموجة الخضراء»، حيث دشنوا عبر مواقع التواصل الإجتماعى «فيس بوك»، صفحة لتلعب نفس ما لعبته صفحة خالد سعيد فى الحشد، والخداع وتزييف الحقائق، واتخذوا من اللون الأخضر شعاراً لها تعبيراً عن السلمية، بهدف ضم الإخوان، والإعلان عن سلمية فعالياتهم للتنديد بقانون التظاهر والزعم بعدم انتماء الحملة لأى تيار أو حركة سياسية.
الحملة تأتى ضمن تكتيكات علم ما يسمى بـ«حرب اللاعنف» والذى تتبناه كل من أكاديمية التغيير التابعة للمخابرات القطرية، ومركز تطبيق العمل اللاعنفى والإستراتيجيات «كانفاس» بصربيا، ومؤسسة بروكينجز الأمريكية، واللجوء إلى تطبيقه عندما تفقد التيارات والحركات السياسية شعبيتها فى بلادها، للعودة وإثبات تواجدها على الساحة من جديد.
المتثورون، لا هدف لهم إلا التخريب وإشاعة الفوضى، وتقسيم المجتمع إلى أطياف وشيع، وإشاعة الكراهية بين الناس، ولا يطيقون استقرارا أو أمنا أو تقدما وازدهارا.