ربما يرى البعض أن تلك الصورة التى تناقلتها وسائل الإعلام والتى تجمع بين الفريق أول صدقى صبحى واللواء محمد إبراهيم وهما يمسك كل منهما يد الآخر ما هى إلا مجرد صورة احتفالية نراها عادة فى المناسبات القومية وبحضور القادة والمسؤولين الكبار فى الدولة.. ولكننى أرى العكس من ذلك تماماً، ففى هذه الصورة العديد من المعانى الرائعة لما تحويه من رسائل قوية موجهة إلى أصحاب القلوب السوداء الذين لا يريدون الخير لهذا الوطن والذين يسعون ليل نهار لتخريب وتدمير مؤسسات الدولة من أجل تحقيق أهدافهم الخسيسة.
نعم إنها ليست مجرد صورة عادية تلك التى رأيناها فى الندوة التثقيفية التى أقيمت فى قاعة الاحتفالات بأكاديمية الشرطة بمناسبة ذكرى نصر أكتوبر المجيد، فى حضور اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية والفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى وقيادات القوات المسلحة ووزارة الداخلية فقد ظهر وزيرا الداخلية والدفاع مجسدين حالة خاصة تعيشها مصر الآن وهى تتطلع نحو الحرية منطلقة إلى آفاق أرحب، مرحلة أصبح فيها الجيش والشرطة الآن بمثابة الرئة التى يتنفس بها الوطن والتى تمنحه القدرة والقوة على السعى نحو المشروعات التنموية العملاقة التى تقام الآن فى أماكن عديدة على أرض مصر والتى تحمل فى طياتها كل الخير للأجيال القادمة، وهى حقيقة وواقع لا يختلف عليه اثنان.. فقواتنا المسلحة عيونها ساهرة تحرس وتحمى حدودنا التى تطل على مناطق ملتهبة من كل الاتجاهات، أما جهاز الشرطة فهو يسعى جاهداً لأن يعيد للشارع المصرى الأمن والأمان الذى افتقده المواطن فى أعقاب ثورة 25 يناير التى فرحنا بها آنذاك ولكنها للأسف الشديد أحدثت فى البلاد حالة من الفوضى والانفلات الأمنى الذى عانينا ومازلنا نعانى من آثاره السلبية حتى الآن.
لقد شاهدت صورة «وزيرى الدفاع والداخلية» من عدة جوانب وزوايا أخرى، فهى وإن دلت على شىء فإنما تدل على مدى التوحد والتماسك الذى يجمع بين هاتين المؤسستين اللتين تمثلان العمود الفقرى فى الدولة المصرية المتماسكة والعائدة بقوة لتصبح مجدداً الدولة العميقة التى صمدت وقاومت عمليات التجريف والتخريب المتعمد الذى تم على يد جماعة الإخوان الإرهابية التى كادت تقضى على بلد كبير وعريق فى حجم ومكانة مصر، ولكن شاءت إرادة الله عز وجل أن يكون الجيش وإلى جانبه جهاز الشرطة بمثابة صمام الأمان لهذا البلد، فمصر كانت وما تزال وستظل بلداً آمنا وستظل فى تماسك وتآلف بفضل جنودها البواسل وبفضل تواد وتراحم أهلها، فقد ذكرها الله فى الآية 99 فى سورة يوسف بقوله: «ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ» كما أن سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام قال عن مصر أيضاً «إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جنداً كثيراً، فذلك الجند خير أجناد الأرض، فقال له أبوبكر: ولم يارسول الله؟ قال: لأنهم وأزواجهم فى رباط إلى يوم القيامة».
ومن خلال تجربة شخصية عشتها بنفسى حينما خرجنا فى ثورة 30 يونيو بهذه الأعداد التى وصلت لأكثر من 33 مليون مواطن فى شتى أنحاء مصر، فما كان فى إمكاننا الصمود إن لم يكن هناك حائط منيع يحمى ظهورنا ويمنحنا القوة والقدرة على الاستمرار، والحق يقال فإن هذا الحائط الصلب شيدته سواعد رجال الشرطة الشرفاء الذين ترجموا على أرض الواقع الاستراتيجية الأمنية إلى وضعها اللواء محمد إبراهيم من منطلق رغبته الصادقة فى الانحياز إلى الشعب دون مراعاة لأية اعتبارات أخرى تخالف حسابات الشعب الثائر المتعطش للحرية وكسر قيود الظلم والقهر والاستبداد التى فرضتها عليه جماعة إرهابية لم تراع الله فى البلد ولم تسع إلا لتحقيق أهدافها الدنيئة ولتنفيذ مخططات خارجية تسعى لتدمير وتفتيت مصر.
لقد شاهدنا فى ثورة 30 يونيو ولأول مرة رجل الشرطة يدخل إلى الميدان محمولاً على الأعناق وسط الملايين من أبناء الشعب الثائرين والرافضين لحكم الإخوان وهو مشهد لم يكن يتوقعه أحد بعد تلك الفجوة التى صنعتها آلة الإعلام المنحاز للإخوان الذين سعوا جاهدين وبكل ما يمتلكون من أدوات قذرة من أجل ترسيخ تلك الصورة سيئة السمعة لرجل الشرطة فى أذهان المواطنين الذين ــ وللأسف الشديد ــ وقعوا ضحية لأكبر عملية نصب فى تاريخ مصر حيث تم الكشف فيما بعد عن هوية تلك الثورة التى لم تكن سوى مخطط تخريبى لضرب استقرار مصر فى مقتل.
ولن أكون مجاملاً حينما أقول إن اللواء محمد إبراهيم بانحيازه للشعب قدم لنا الوجه الآخر المشرف لرجل الشرطة حينما قام بتغليب المصلحة العليا للوطن فوق مصالحه الشخصية على الرغم من أنه كان آنذاك يمثل جزءاً مهما من منظومة الدولة فى ظل حكم الإخوان إلا أنه اختار الطريق الأصعب وقرر أن ينسلخ بجهاز الشرطة عن نسيج الدولة المتهالك والذى مزقته أفكار جماعة إرهابية.. فالرجل وبحكمته استطاع أن يرى الصورة الحقيقية مبكراً فلم يرض على نفسه أو على الجهاز المهم الذى يرأسه أن يكون أداة لقتل الثورة أو أن يكون جزءا من منظومة الهدم والتدمير المتعمد للدولة، وهو فى رأيى أمر فى غاية الخطورة وتنفيذه ليس بالشىء السهل فنحن بشر ولسنا ملائكة، ولكنه وعلى الرغم من ذلك فقد اختار السير فوق الأشواك قاصداً وجه الله العلى الكريم دون أية حسابات تتعلق بالعقل أو بالمنطق.. وفى تقديرى فإن هذا هو سر نجاح اللواء محمد إبراهيم وسبب رئيسى فى قدرته الفائقة على اجتياز تلك المرحلة «الصعبة» على هذا النحو من الوطنية التى لا يمكن أن يختلف عليها اثنان.
ولم يكن رجال القوات المسلحة البواسل فى منأى عن التحام الشرطة مع الشعب فقد أعطت مدرعات الجيش التى كانت منتشرة فى جميع الأنحاء بالتنسيق مع الداخلية طعماً آخر لثورة 30 يونيو فرأينا ولأول مرة رجل الشرطة ممسكا بيد رجل الجيش ليقف الاثنان صفا واحدا خلف المتظاهرين ولحماية الممتلكات العامة والخاصة، وأعتقد أن ملحمة التنسيق والتكامل بين القوات المسلحة والشرطة سيذكرها التاريخ فيما بعد ليحكى للأجيال القادمة عن ذلك النموذج المتحضر من التناغم والتكامل فى الأداء الأمنى والعمل الدؤوب من أجل مصلحة الوطن.
والحق يقال فإن قواتنا المسلحة الباسلة تثبت يوماً بعد الآخر وطنية أبنائها وجسارة رجالها ونبل أهدافها باعتبارها نموذجاً للمؤسسة الوطنية التى يُحتذى بانضباط مسارها ورسوخ جذورها وثبات مبادئها، وها نحن نلمس بأنفسنا الدور الكبير الذى تضطلع به فى مواجهة التحديات التى تحيط بالوطن فى هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الأمة بقيامها بشكل يومى بإحباط عمليات تسلل إرهابية وكشفها عن الكثير من المخططات التخريبية، فضلاً عن القدرة الفائقة لرجال حرس الحدود البواسل فى وقف نزيف تدفق السلاح إلى مصر تلك الآفة التى ابتلينا بها عقب ثورة يناير فى ظل حالة الانفلات الأمنى الذى أغرق مصر بالسلاح.
إن الجيش والشرطة أصبحا الآن على قلب رجل واحد وهما يعزفان معاً أروع سيمفونية فى حب الوطن فهدفهما المشترك هو أمن الوطن، وعدم التوانى ولو للحظة عن حماية مصر أرضاً وشعباً، فهذا هو اليقين بعينه لدى المؤسستين وتلك هى عقيدتهما الثابتة والراسخة فى وجدان كل من ينتمى إليهما من جنود وضباط. وهو ما يترجم وبشكل عملى مدى التكامل والتلاحم بين رجال القوات المسلحة والشرطة الذين لم يدخروا جهداً فى تأمين المواطنين وبث الشعور بالأمن والأمان للشعب الذى طالما وقف خلف جيشه وشرطته الذين وعدوا فأوفوا فكانوا كعادتهم عند حسن ظن شعبهم بهم فى حفظ الأمن القومى للبلاد، وعودة الأمن والاستقرار لمصرنا الحبيبة.
لذا أقولها وبكل صراحة إن ما رأيناه فى تلك الصورة التى جمعت الفريق أول صدقى صبحى واللواء محمد إبراهيم ما هى إلا خارطة مستقبل جديدة ترسم لمصر مستقبلاً مزدهراً فى ظل قيادة سياسية قوية، وقائمة على مفردات تكامل وتضافر عناصر القوة التى تستمدها من الجيش والشرطة اللذين يقفان خلف شعب عظيم يسعى جاهدا نحو التغيير للأفضل له وللأجيال القادمة بإذن الله.
عدد الردود 0
بواسطة:
خبير كيماوى
غازى VX والسارين هما انسب علاج ضد القوارض والثديات المتوحشه التى تسكن الجبال والكهوف والانفاق
ياروح ما بعدك روح