أحمد مصطفى

الخرس الحكوكى

الأحد، 26 أكتوبر 2014 07:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على مدار يومين رحت أتفحص البريد الإلكترونى الخاص بي، لعلى أكون قد فاتنى بيان حقوقى يندد بالمذبحة البشعة التى راح ضحيتها شباب أطهار فى العشرينيات من عمرهم، لم يقترفوا أى ذنب سوى أنهم لبوا نداء الواجب آملين ربنا يعدى لهم فترة تجنيدهم على خير، وكل أحلامهم أن يجدوا فرصة عمل بقروش قليلة فى أى مجال لمساعدة ذويهم من بسطاء الشعب المصرى، لم يتخيل الشباب الطاهر أنهم سيدفعون أرواحهم فداء للوطن.

كان معظمهم يأمل أن يؤدى مهمته على أكمل وجه وحقًا لقد أدوها لكن الجبن والخسة والندالة التى بنيت على الغدر وليس على خلق الفرسان كتبت نهايتهم سريعًا.

هؤلاء الشهداء لم نرى "منظمة ولا جمعية ولا حتى مسطبة أو فاترينة حقوقية تدين وتستنكر ما تعرضوا له من انتهاك أهم حق فى حقوق الإنسان التى يتشدوقون وأثروا من ورائها ثراءً فاحشًا وهى "الحق فى الحياة".

لم نجد سوى الاماندر سواء من تحالف العمل الأهلى الذى ترأسه مؤسسة ماعت أو بيان روتينى من القائمين على المجلس القومى لحقوق الإنسان والذى لا يعدو كونه تجمعًا حزبيًا سياسيًا ليس له علاقة بالعمل الحقوقى وغالبية أعضائه ينتظرون الاجتماع الشهرى ليحصوا على رواتبهم الشهرية التى لا تقل عن حوالى 7 آلاف جنيه ونص شهريًا مقابل اجتماع لا يزيد على ساعتين شهريًا.

السادة النشطاء وللأسف هم أصدقاء جمعتنى بهم سنوات وسفريات وعيش وملح لم أجد بيانًا منهم لم أجد تحركًا لم أجد دعوة لتحرك قوى سوى بعد مرور ما يقارب 72 ساعة وهم ليل نهار جعلوا حسابات البريد الإلكترونى الخاص بالصحفيين "حبلى" ببياناتهم عما يلاقيه أهالى سيناء من تهجير قسرى ولم تقترب بياناتهم من شهداء الجيش والشرطة، حتى المنظمات الدولية التى لا تكل ليل نهار عن الدفاع عن حقوق المهربين أو الأفارقة المتاجرين فى البشر عبر مصر إلى سيناء عندما تتصدى أجهزة الدولة لمنعهم من المرور غير القانونى عبر حدود الدولة.

لكن يبدو أننا أمام "خرس حكوكى" كامل الأشكال والأوصاف، أحد أعضاء المجلس القومى لحقوق الإنسان من الحقوقيين هلل لأن هناك 6 أحزاب انضمت إلى ائتلاف لمنع هجمة الدولة على المجتمع المدنى، نحن نقدر المجتمع المدنى ودوره لكن دماء المصريين وشبابة أهم مليون مرة من انتظار "الفند" أو التمويل القادم والذى كان هو الأداة التى يتكئ عليها الغرب ويلوح بها للمصريين لمنع مجرد إصدار بيان ينددون بما جرى.

حقيقتا أننا بصدد عمل حقوقى بـ"ملقاط" ما يخص شهداء الجيش والشرطة والمصريين يترك كأننا نعانى "الصمم" لكن عندما يتعلق الأمر بالمهربين أو خلافه فالكل يتمسح ويبادر ويقدم فروض الولاء والطاعة لكن كلمة أخيرة وأعلنها ألا لعنة الله على قوم ضاع الحق بينهم وليس هناك حق أفضل من الحق فى الحياة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة