لم يعد هناك مجال للتهاون والتراخى والتخاذل فى مواجهة الإرهاب الأسود.
حادث «كرم القواديس» فى سيناء، يجب أن يكون نقطة فارقة فى الحرب والقتال ضد الإرهاب، ويجب أن يتوقف هذا «الكرم» فى التعامل مع كل أشكال وأصناف الإرهاب التى تمارسها جماعة الإخوان الإرهابية وأنصارها فى سيناء وفى الدلتا.
لم يعد فى القلب متسع لمزيد من الألم والحزن والبكاء على دماء أبنائنا التى تراق على أيدى حفنة من الإرهابيين، والضالين، والخونة للشعب وللوطن، إلى متى سوف نظل نودع كل يوم تقريبًا مواكب شهداء الواجب والوطن من أبناء الجيش والشرطة ومن المواطنين الأبرياء؟.
الأمر يحتاج إلى حسم وحزم ومواجهة صارمة، وقرارات وقوانين تنفذ بكل قوة، وبأيد صلبة غير مرتعشة، فى الجامعات والمدارس والشوارع المستباحة من أنصار الجماعة الإرهابية.
كل ذلك يجب أن يتوقف على الفور، وإنفاذ قوة القانون دون خوف أو مراعاة لدول الخارج أو جمعيات الداخل المعنية بحقوق الإنسان التى لا نسمع لها صوتا ولا يصدر عنها بيان يدين هذه الأعمال الإرهابية، وينعى شهداء الوطن، فى الوقت الذى تنتفض فيه لمجرد القبض على أعضاء فى الجماعة الإرهابية.
لم يعد وقت للانتظار يا سيادة الرئيس للمواجهة الشاملة للإرهاب باتخاذ إجراءات قوية ورادعة لاقتلاع الإرهاب من جذوره. فلم يعد للصبر حدود بعد حادث «كرم القواديس». فالقضية تتعلق بهوية وطن، ووجود أمة يريد أعداؤها كسرها وتحطيمها وتمزيقها، فلا مساومة على أمن مصر وهويتها ووجودها
ولا حوار حول مبادرات ودعوات مصارحة فارغة مع تيار الإرهاب والغدر والخسة.. وما رأى أصحاب دعاوى المصالحة مع الإخوان الإرهابية فيما جرى بالأمس فى سيناء، أو فى شوارع القاهرة أو فى الجامعات، هل هؤلاء يستحقون المصالحة والعفو؟ ومن يدفع ثمن الدماء التى أريقت؟.
المسألة الآن تتطلب أيادى قوية، وإجراءات حاسمة فى سيناء حتى لو تطلب الأمر الإخلاء المؤقت لسكان رفح والشيخ زويد وإقامة منطقة عازلة على طول الحدود مع فلسطين.
هذا على المستوى الأمنى، لكن هناك مواجهة أخرى شاملة يجب البدء فيها أيضًا على الفور، وهى المواجهة الفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية. فالأمن وحده مطلوب.. ولكن ليس هو كل الحل.