مصطفى ناجى صالح يكتب: عندما كانت العراق مدينة العلم والعلماء

الأحد، 26 أكتوبر 2014 12:05 ص
مصطفى ناجى صالح يكتب: عندما كانت العراق مدينة العلم والعلماء العراق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقولون إنه لكل إنسان من اسمه نصيب، ربما كذلك الدول، فدولة العراق أصبحت لا تخلو من "العراك". فى زمن ليس بالبعيد كان العراق مدينة للعلم والعلماء، كان منارة المسلمين وملتقى العرب على اختلاف ثقافاتهم وأديانهم.

العراق الذى كان مصدر إلهام لكثير من الشعراء والكتاب، العراق - بدون مبالغة - فى يوم من الأيام كان جنة الفردوس على الأرض.

العراق كان يمتلك جيشا ليس من الجنود وإنما من العلماء والخبراء فى شتى المجالات، فى وقت كان يتم فيه صرف مكافأة عبارة عن شقة وسيارة لكل أديب أو مثقف عراقى، فى وقت كان المواطن العراقى يمشى فى الشارع ولا تخلو يده من رواية جديدة أو كتاب.

ثم انقلبت الآية، رغم كل هذا الترف الذى عاشه المواطن العراقى، وصل الحال بالعراق فى مرحلة من مراحل العراق الحديث الى ما يسمى بـ"النفط مقابل الغذاء" عندما تم فرض الحصار الاقتصادى على العراق عام 1997.

وصلت أمريكا إلى العراق واتخذت أول قراراتها وهو حل الجيش العراقى ثم سعت الى إحياء الفتنة بين السنة والشيعة بدعوى الديمقراطية ونصرة الشيعة الذين عانوا من الاضطهاد فى عهد صدام عن طريق تشكيل حكومة أغلبية شيعية وبرلمان أغلبية شيعية ، إلى أن شعر السنة العراقين بأنهم اقلية فى العراق.

لا تندهش عندما تسمع محلل سياسى سنى يرحب ويهلل بقيام داعش - التى تمثل الاتجاة السنى من وجهة نظره - باحتلال الموصل وتكريت والانبار فهو يرى ان السنة فى العراق تعرضوا للظلم بعد عام 2003 وحتى بعد الانسحاب حيث مورس ضدهم الكثير من التهميش والسجن الجماعى والقتل احيانا .
عندما تم حل الجيش العراقى ووجد بعض القادة العسكريين العراقيين انفسهم ببساطة بلا عمل اتجه الكثير منهم للعمل مع التنظيمات المسلحة والميليشيات الارهابية بصفة خبراء عسكريين أو قادة سابقين فى الجيش العراقي، وهو ما أدى الى ظهور داعش بهذة القوة.

إذا اردنا ان نُحمل احدا مسئولية ما آال اليه الوضع فى العراق من انقسام طائفى ، ودمار اقتصادى وانهيار بنية تحتية، وتفتيت الجيش العراقى ، وانتشار للميليشيات المسلحة على أساس مذهبى ، وسرقة النفط.

وبيعه بأبخس الأسعار بعدما كان العراق مهيمن على سوق النفط العالمى، وقيام صدام حسين باعتماد اليورو عملة وحيدة لشراء النفط العراقى، ووقوفه فى وجه دولة عظمى، ضاربا بعرض الحائط الهيمنة والتسلط والغطرسة الأمريكية.

إذا أردنا أن نلوم أحدا على كذلك، فيجب ان نلوم أنفسنا ، يجب ان نلوم التخاذل والصمت العربى، يجب أن نلوم ضعفنا.

دخلت أمريكا العراق ومعها الديمقراطية وبشرت أنه بعد عامين ستروا العراق جنة الدنيا، واليوم بعد أكثر من عشرة أعوام لم نرى فى العراق سوى، جحيم الآخرة.

















مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة