إلى المتشفى الأكبر فى مقتل، شباب مصر، مجهول العمل، ومعلوم التوجه، علاء عبدالفتاح، أقول له: إن بيادة أصغر جندى شهيد، أشرف منك ومن كل حلفائك من جماعة الإخوان وحركة 6 إبريل، ونشطاء السبوبة.
هؤلاء المرابطون على الجبهات من جنود وضباط الجيش المصرى، هم إنتاج مصنع الرجال، وعناوين مبهرة ومبهجة للشرف والعفة والكرامة والكبرياء، يدافعون عن الأرض والعرض، بينما علاء عبدالفتاح ومن على شاكلته، وحلفاؤه جماعة الإخوان الإرهابية، عناوين العار، ورسل الانحلال، والمبشرون بديانة الانحطاط.
هؤلاء الجنود الأشداء الذين يتحدون الموت، ويسيرون معه كتفا بكتف، دون خوف، تحمل أيديهم السلاح، وتحفر أناملهم الخنادق، هم تاج الرؤوس، بينما علاء عبدالفتاح وأعضاء 6 إبريل، والاشتراكيون الثوريون والإخوان، يجلسون خلف الكيبورد، ليقيموا حفلات الفرح، والتشفى فى استشهاد، من هم أشرف منهم. ومن عينة التشفّى ما قاله "سى علاء" نصا على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى "تويتر": "هنسمع خبر استدعاء فالكون لتأمين سيناء امتى؟"، فى إسقاط وسخرية سمجة ومقيتة من الجيش المصرى.
فى حين أن آخر ما كتبه شهيد سوهاج على صفحته على الفيسبوك نصا: ''لو مت.. فداكى يا مصر''، كما أن الرجل الصعيدى الذى استشهد ابنه، وشق الصفوف نحو "السيسى" أثناء تشييع جنازة الشهداء بمطار ألماظة، وقال يا سيادة الرئيس لدى ابن آخر خذوه ليأخذ تار أخوه، ولا تصدروا قرار استبعاده"، والأم القبطية المكلومة قالت لابنها قبل استشهاده: عمّر بندقيتك حتى تطلق رصاصك قبل أن يصوب الإرهابيين بنادقهم نحوك".
هذه مواقف ومشاهد تكشف الفارق بين الرجال، الذين يدافعون ويضحون بأرواحهم فداء للوطن، وبين الجالسين فى بيوتهم خلف الكيبورد، يرسمون خرائط الفوضى، ويقتاتون من عائد التجارة بالدماء، وعدد الجثث فى الشوارع، ولا يقدمون عملا نافعا واحدا، لبلادهم.
هؤلاء الفرحون والمتشفون فى جيش بلادهم، يدعون الوطنية والثورية، لم يصلوا حتى لمنزلة أقل مواطن إسرائيلى، من الذى تفرقه السياسة، وتشتته النعرات الطائفية، ولكنه وكل شعبه يلتفون حول جيشهم، ويشدون من أذره.
اختلف وعارض وتناحر يا "سى علاء " كيفما ترى، ولكن ليس من الرجولة، أو الوطنية والعمل الثورى، والبطولى والنضالى، أن تتشفى فى استشهاد خيرة أبناء مصر، وإنتاج أشرف الأسر المصرية الحقيقية.
اللافت، أنه وفى ظل الحزن الذى يسيطر على المصريين، لم نر حركة من الحركات المتدثرة برداء الثورية، والعزف على أوتار النضال والوطنية، تصدر بيانا واحدا "من سطرين" يندد، أو يدين الحادث الأليم، أو يعزى ويواسى أسر الشهداء من باب الإنسانية.