لا يمكن فهم العملية الإرهابية التى وقعت فى كرم القواديس بالشيخ زويد يوم الجمعة الماضى 24 أكتوبر 2014 وراح ضحيتها 31 من جنودنا الشرفاء، غير المصابين.. أقول لا يمكن فهم هذه العملية الجبانة أو غيرها دون أن نعيد قراءة تاريخ مصر مع القوى الكبرى وأطماعها، وما الإرهابيون إلا مجرد مجموعة من الحمقى الجهلاء الذين لم يقرأوا شيئا تستخدمهم القوى الكبرى لتنفيذ خططها وبرامجها، ولا مانع لديها - هذه القوى - من الموافقة على أن يستلم هؤلاء الإرهابيون السلطة ما داموا للكبار خاضعين. وأنت تذكر مقولة نابليون قبل أكثر من 200 سنة حين هتف «من يحتل مصر..يحتل العالم»، أما الفيلسوف الألمانى ليبنتز فقد كتب رسالة إلى ملك فرنسا عام 1672 أى منذ 350 عامًا تقريبًا يحرضه فيها على غزو مصر باعتباره حقا مشروعًا.
اقرأ معى ما كتبه هذا الفيلسوف الألمانى بالنص لتتأكد: «يعتبر غزو مصر حقا لفرنسا، علينا بتجهيز فرقة قوية وإعداد كل شىء بطريقة تسمح للملك بإصدار أمره اليوم، بل هذا المساء أو غدًا صباحًا، ويتم تنفيذه، على ألا يتم تسريب أى شىء عن الخطط المتفق عليها، وألا يشك أحد فى الهدف الحقيقى من هذه الاستعدادات فيكفى 30 ألف رجل للقيام بهذه المهمة».
هذا كان قبل ثلاثة قرون ونصف القرن، والآن تغيرت أمور كثيرة، لكن هدف القوى الكبرى فى كل عصر واحد، وهو إنهاك مصر حتى لا تصبح دولة ذات شأن، ويظل شعبها غارقا فى وحل الأمية والجهل والمرض والفقر، فحين حاول محمد على أن ينهض بالدولة تحالفت ضده القوى الكبرى ودمروا أسطوله فى معركة نافاريين باليونان عام 1827، وعندما سعى جمال عبدالناصر إلى تأسيس دولة قوية حشدوا له الأسلحة وأنهكوه بالمكائد والمؤامرات وهزموه فى 1967، والآن تلعب الجماعات المتاجرة بالدين بكل تصنيفاتها الدور الخسيس الذى لعبته سابقا قوى وأنظمة عربية وأجنبية فى إنهاك مصر وإذلال شعبها لحساب الكبار وعلى رأسهم النظام الأمريكى. حسنا.. إلى متى ستظل هذه الحرب علينا؟ وكيف نواجهها؟ وما أقصر الطرق للقضاء على الإرهاب؟ غدا نواصل