أخيرًا سيغرب عنا راشد الغنوشى وزمرته بعد السقوط فى الانتخابات التشريعية، ومن بعدهم المدعو المنصف المرزوقى فى الانتخابات الرئاسية إن شاء الله، لينحسر المد الإخوانى الفاسد عن المغرب العربى، كما أنحسر عن مصر وكما حالت السياسات الرشيدة فى دول الخليج الكبرى عن استيلائهم على السلطة هناك.
قبل نتائج الانتخابات التشريعية، كان الثنائى راشد الغنوشى والمنصف المرزوقى، يملآن الأرض تصريحات متطاوسة وكأنهما قد ضمنا النتيجة سلفا، وفى كل تصريح لهما، يعرضان بمصر وبتجربتها الشعبية بعد 30 يونيو، قائلين إن تونس لن تشهد ما شهدته مصر.
الآن وبعد نتيجة الانتخابات التشريعية التى أطاحت بحزب النهضة الإخوانى، أسأل السيدين الغنوشى والمرزوقى، هل تختلف طبيعة انقلاب المصريين على الإخوان الإرهابيين عن انقلاب التونسيين عليكما أنتما وأتباعكما من أعضاء التنظيم الدولى الإرهابى؟
ستقولان إن انقلاب التونسيين على حزب النهضة يختلف جذريا عما حدث فى مصر، وإن تونس شهدت انتخابات نزيهة بينما أطاح الجيش بالرئيس المنتخب، وسأضحك مما تقولان طويلًا، لأنكما تعرفان جيدًا أن مرسى وزمرته رفضًا كل المحاولات لإجراء استفتاء على شرعيته ليقينه بالسقوط، وأن الجيش المصرى لم يتدخل فى 3 يوليو إلا بعد أن خرج الشعب بالملايين فى 30 يونيو.
وأقول لكما، إنكما لو كنتما تستطيعان لعرقلتما استحقاق الانتخابات التشريعية، لكنكما تعلمتما من درس مرسى، وآثرتما هزيمة مؤكدة تسمح لكما ولأتباعكما بالانسحاب التكتيكى، انتظارًا لفرصة أخرى تتسللان فيها إلى الحكم، بدلًا من ثورة شعبية على حكم النهضة.
إجمالا، فالأفق الإخوانى الغارب هو الدرس الأبلغ للشعوب العربية خلال القرن الحادى والعشرين، ولن ينسى العرب لعقود طويلة مقبلة، جرائمكم أو عمالتكم للغرب وللصهاينة أو تورطكم فى تسليم مقدرات بلادكم، ونعتبركم مثل الأعراض الجانبية السريعة للأمصال والتطعيمات، يعانى منها الجسد قليلا لكنه سرعان ما يفيق ويقاوم الأمراض بكفاءة وصلابة.
نستطيع القول إذن إن الجسد العربى يطرد العرض الإخوانى بمعدلات أسرع من توقعات المتفائلين، ويقاوم الهيمنة الغربية ومشروعات التقسيم والتفتيت بوعى وصلابة رغم المحنة التى تمر بها سوريا والعراق وتمتد آثارها إلى لبنان، وإن غدًا لناظره لقريب.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة