أشد أنواع العمى.. عمى البصيرة.. الإنسان الذى يرفض أن يُرى مصابا بهذا العمى.. أشد الأمراض النفسية.. الإنكار ومحاولة تصديق الوهم وفرضه. كلمة السيد أردوغان فى الأمم المتحدة تؤكد أنه يعانى من مراحل متقدمة فى إصابته بهذه الأمراض ويبدو أنه لا يمتلك أى قدر من الوعى واحتراف السياسة، الأمر الذى يجعله يتوهم أن حلم دولة الخلافة ممكنا بينما هو زيف وخداع عظيم. كلمة أردوغان تؤكد أن هناك تكتلات ومصالح وبشر أصبح الوهم عقيدتهم وليس الدين وهم لا يكتفون بما وقر فى القلب من الإيمان بهذا الوهم، وأفعالهم تؤكد أنهم يقومون بصناعة هذا الوهم وتوزيعه وتسويقه وهم لا يدركون أن من يصنع الأوهام يجعل لها قداسة وتتحول إلى أوثان يعبدونها.
السم المقطر من كلمة أردوغان المريض تؤكد أيضا أن هناك منهجا ما زال متوهجا، حيث إن البعض منهم يعتبر مصر غنيمة يجب أن تسترد وإذا فشلوا ولم تكن جزءا منهم وجزاء لهم فلابد أن تدمر مصر ولا يجب أن تكون لأحد.. غيرهم.
ستعانى مصر طويلا وكثيرا من المحاولات المستميتة لتغييب عقول الناس بإفك عظيم يتساوى فى ذلك من كان يؤكد أن جبريل صلى بهم فى رابعة، ومن لديه يقين أن مرسى خرج من السجن وأدى فريضة الحج وعاد.. وبين من يتوهم أن دولة الخلافة ستعود يوما إلى إسطنبول على يد الناصر أردوغان والذين معه.
مؤكد أن هناك من يعيشون على أرض هذا الوطن ويحاربونه من الداخل بأسلحة أخرى فمن كان بالداخل ومن كان بالخارج الجميع يتساوى فى النضال والحرب ضد مصر وكلهم يعتقدون أنهم على صواب بل هم الأصوب والأحق بالإسلام والخلافة ومصر وما دون ذلك فهم كفار أو مضللون، وعندما يحدثك بعضهم تكتشف أن لديه يقينا بأنه الأعلم وأنه يمتلك كل الأجوبة بينما من يعتقد أن لديه جميع الأجوبة هو أكثر الناس جهلا، ومن لا يقرأ التاريخ ويفهمه بإدراك وموضوعية فسوف يبقى مربوطا فى وتد جهله.
أوهام أردوغان ومن على شاكلته تؤكد حقيقة وكارثة أن مصر ما زال أمامها أشواطا كثيرة ضد الإرهاب فحيث يوجد وهم يوجد إرهاب والإرهاب كالأنهار جميعها فى البحر نفسه. معارك مصر لا يجب أن تكون أسلحة وذخيرة فقط ولكن المعركة الأشد شراسة وأقوى تأثيرا وضرورة ملحة طوال الوقت هى الاستنارة.
التنوير لا بد أن يكون إحدى معارك مصر الكبرى والمصيرية والملحة فالأسلحة وحدها غير كافية.. السلاح يقتل شخصا أو مجموعة.. ولا يقتل فكرا.. والجهل والفكر الضال يقتل أمه.