"السنان".. مش بس اسم عائلة أو حرفة على القد.. إنما صناعة وتجارة ترجع لسابع جد.. جميع أفراد العائلة يعملون بالمهنة وهذا سر شهرتهم وسط جزارين المدبح

الجمعة، 03 أكتوبر 2014 07:37 م
"السنان".. مش بس اسم عائلة أو حرفة على القد.. إنما صناعة وتجارة ترجع لسابع جد.. جميع أفراد العائلة يعملون بالمهنة وهذا سر شهرتهم وسط جزارين المدبح أحد تجار الاضاحى
كتبت جهاد الديناري تصوير صلاح سعيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يأت اسم عائلة "السنان" من فراغ، ولكنه يعود لتاريخ عائلة بأكملها لم تعرف للعمل والرزق سبيلا سوى من خلال تصنيع الأسلحة البيضاء المستخدمة فى عمليات الذبح، ولكل منها استخدام يختلف عن الآخر، نظرا للمرحلة التى تستخدم فيها، أو لنوع الأضحية نفسها سواء كان خروفًا أو جملاً أو بقرةً.

لم تتوقف مهمتهم عند هذا الحد، إنما احترفوا أيضا إعادة تصليح هذه الأسلحة وسنها بحيث تصل إلى نفس حدة الشفرة التى زودت بها منذ بداية تصنيعها.

"كزلك، سنجة، قرن غزال، ساطور" وغيرها من الأسلحة التى تميز فى صناعتها آل السنان، وجعلت الجزارين من أنحاء مصر يترددون على مذبح السيدة زينب، ليحصلوا على الكميات المطلوبة من هذه الأسلحة التى يجدون بها ما يفتقدونه فى غيرها من الأسلحة المصنعة عبر الماكينات الخاصة بالمصانع سواء داخل مصر أو خارجها، من مواصفات بإمكانها أن تسهل من عملية الذبح سواء على مستوى الجزار نفسه وقدرة تحكمه بها لينجز مهمة عمله بسهولة ويسر، أو على مستوى الحيوان نفسه وتطبيق شرع الله والتضحية به طبقا للقواعد التى أمر بها ديننا لإيجاز عملية الذبح، والتى تتوقف على مستوى حدة الأداة واستوائها أو انحنائها حسب نوعية الحيوان وحجم رقبته وقوة الحبال والأربطة الداخلية له.

الأمر الذى جعلهم يتفوقون على غيرهم فى مجال السنانة، كونهم حالة فريدة من نوعها، لعائلة تعمل من أكبر لأصغر فرد بها بهذا المجال دون غيره، على حسب رواية "المعلم" حسن السنان أحد أهم أعضاء العائلة الذى يقول: "تختلف عائلتنا عن أى عائلة فى المذبح، لأنها تعتبر الوحيدة التى فى مصر كلها فى المهنة من كبيرها لأصغر واحد بها، وعلى الرغم من مرور الزمن وتغير كل شىء فى الذبح، إلا أن العائلة استمرت كما هى بتعتبر السكاكين والسواطير وغيرها من أدوات الذبح الشرعى، سلاحها الوحيد فى الحياة، وأداتها الوحيدة لفتح أبواب الرزق.

مضيفا، كل أعضاء العائلة تقريبا ما يعرفوش أى شغلانة فى حياتهم غير السنانة وإعادة الحدة لشفرات السكاكين المختلفة، وتاريخنا اللى يشهد لنا بالتفوق فى المجال وشغلنا مع القوات المسلحة أيام جدى وتصديرنا للسكاكن والسواطير للجيش بنى ثقة كبيرة بينا وبين معظم تجار اللحوم والجزارين فى مصر كلها، وخلاهم ما يقدروش يستغنوا عن منتجاتنا اللى بتوفر لهم عمليات ذبح سليمة وشرعية.

عن سر تفوقهم وصدارتهم فى هذا المجال يروى لنا "محمد عبد العليم" أحد شباب العائلة العاملين بالمهنة تفاصيل مراحل تصنيع هذه الأسلحة بجودة تجعلهم فى الريادة دائما.

"أولا إحنا بنهتم بالخامات المستخدمة فى صناعة المعدن نفسه اللى بنستخدمه فى صناعة السكاكين بشكل عام، وده بيتوقف على المصدر اللى بنشترى منه الحديد أو المعدن واللى لازم يكون فيه نسبة عالية من الكروم، والمنجنيز" عن باقية العناصر لأن المادتين دول بيساعدوا على أن تكون النتيجة النهائية للسلاح بالجودة المعهودة من حيث الحدة، غير أنها بتسهل علينا عملية التشكيل وثنى الحديد وانحنائه على حسب المطلوب، كمان بيكون لها عامل أساسى فى زيادة عمره واستمراره لأطول مدة ممكنة، على عكس بعض الأسلحة المستوردة من الصين اللى بتفسد بعد أول استخدام لها.

مستكملا، بعدها تبدأ مرحلة التشكيل وإدخال الفرن لتسيح المعدن بدرجة تسمح له أن يكون مرنا ومتماسكا فى نفس الوقت، وهذه هى أهم مرحلة لأن لو ساح زيادة عن اللزوم بيبقى صعب الحصول على زوايا معينة عند ثنيه، أو حتى نصبه فى شكل طولى من غير انحناءات، ولو موصلناش لليونة المطلوبة بيكون من المستحيل سنه فيما بعد والحصول على درجة الحدة المطلوبة من شفرته.

ويتابع الشرح، "الخطوة اللى بعدها بتعتمد على الدق لتصحيح الشكل هنا خطوة خطيرة جدا وبتفرق مابين الصنيعى العادى والفنان، لأن هنا بنقدر نحدد نوع السلاح أو الأداة، فإذا كانت كزلك بتاخد شكل طولى من غير انحناءات علشان يساعد فى عملية الذبح السريع وقطع الرقبة بسهولة، أو سنجة فابتدق بحيث يكون أطرافها واخدة شكل دائرى نوع ما علشان عملية فصل الرقبة نهائى خاصة بالنسبة للحيوانات الضخمة زى الجمال والأبقار، أما الساطور فبيعتمد على شكله المستطيل ونحافته لتسهيل عملية تقطيع اللحوم بعد تشفيتها، وده عكس تماما قرن الغزال أو المطوة الصغيرة اللى بنتعمد قصرها وشكلها الدائرى بحيث تصلح للاستخدام فى عملية التشفية وفصل الجلد عن اللحم بعد الذبح".

أما عن "السنانة" كآخر المراحل والتى اشتهرت بها العائلة على وجه الخصوص يقول: بتعتمد على الموهبة والخبرة لأن نتائجها بتتوقف على ثقل اليد على الأداة وتحريك العجلة الدائرية المكونة من عدة تروس، من خلال تحريك القدم بشكل متوازى مع حركة اليد، والضغط على الدواسة بسرعات متفاوتة، مع تجنب الخروج عن إطار الشفرة الموجودة على حافة السكين واللى بنحددها قبل عملية السن، مع تحريك الأداة نفسها فى اتجاهات مختلفة بحيث تكتسب حدة وخشونة فى نفس الوقت، وده الفرق بين السكين اللى بيصنع فى ورش عائلة السنان عن غيره، والإخلاص والعمل وتسليم الراية من جيل لجيل جعلنا متميزين، ودفع معظم المجازر التهافت على منتجاتنا.

أحد تجار الاضاحى
أحد تجار الاضاحى

طرق الكشف
طرق الكشف

madba6ah
معرفة مواصفات الاضحية

قبل الروضع على الميزان
قبل الروضع على الميزان

تاجر خراف
تاجر خراف

داخل السوق
داخل السوق

تاجر جمال
تاجر جمال

جمال
جمال

لحوم
لحوم



موضوعات متعلقة

كل شىء عن رحلة الأضحية من أول «علفها» حتى «دبغها».. اقتصاد مصر فى 4 أيام تحت رحمة «البهايم»..«السنان.. ونصحى.. والطماوى وزنبة.. والتبان» أكبر 5 عائلات تتحكم فى تجارة عيد الأضحى ‎









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة