يقولون: "القادة لا يولَدون فقط، بل يُصنعون أيضًا". وأنت سائر فى طريق الحياة، تمر بك الأوقات والمواقف التى تسمح لك بالمسير خلف قائد؛ وأخرى تكون أنت فيها القائد. ففى كلتا الحالتين، يجب عليك أن تتعلم وتتدرب وتتمرس على فنون القيادة، فيومًا ما عندما تصير قائدًا تصبح لديك القدرة على أن تصنع من الآخرين قادة يُثرون الحياة فى نفوس من يعيشونها.
تذكر أن القائد يبدأ بما لديه من إمكانات، ثم يُنميها ويطورها. يقولون: "ابدأ بما هو ضرورى، ثم أَتبِعه بما هو ممكن، وستجد نفسك فجأة تصنع المستحيل". لذا لا تطلب أبدًا من الإنسان ما هو أكثر مما يمكنه تقديمه فى وقته الحاضر، وعندما يقدم قُصارى جُهده، ويوظف هٰذه الإمكانات جيدًا، حتمًا ستزداد قدرته على العطاء، وهو ما سيساعده على تقديم مزيد. وهٰكذا تستطيع أن تساعد نفسك ومن حولك على النمو فى أثناء السير فى طريق الحياة، فإن محاولة الإنسان أن يعمل بأكثر من إمكاناته وقدرته الحالية، هو كإلقاء أحمال وأثقال فوق كتفه يئن تحت وطئتها فلا يستطيع تحقيق أى أمر أو حملها فتسقط الأحمال عنه ويسقط هو معها.
ومن أهم الأمور فى القيادة، رفض فكرة الفشل والمستحيل. يقولون عن "نابُليون" إنه حين سُئل: كيف استطعتَ أن تولِّد الثقة فى نفوس أفراد جيشك؟، أجاب: كنتُ أرد ثلاثًا على ثلاث؛ فمن قال: لا أقدِر؛ أقول له: حاول، ومن قال: لا أعرِف؛ أقول له: تعلَّم، ومن قال: مستحيل؛ أقول له: جرِّب. لذا، التعلم والتدريب من الأمور الأساسية فى صنع القائد؛ تعلَّم كثيرًا، وتدرَّب على ما تتعلمه بصبر إلى أن تُتقنه، ولا تخشَ الصعاب كما قيل: "فقد تكون أفضل الطرق أصعبها، ولٰكن عليك التدرب عليها واتِّباعها دائمًا؛ إذ اعتيادها سيجعل الأمور تبدو لك سهلة". ثم قُم بعد هٰذا بالنظر إلى أبعد من ذٰلك الذى تعلمتَه لتحقق التميز. يقول أينشتاين: "حاول أن تصبح رجلًا ذا قيمة".
قصة عن أحد القادة الناجحين، كان ثريًّا جدًّا، ويمتلك إحدى الشركات. أما الأمر الغريب، أنه كان يعمل لديه خمسة وأربعون من ذوى الملايين!!! وكان ذلٰك مثار دهشة كثيرين.
إلى أن سأله أحد الصحفيِّين ذات يوم: كيف تمكنتَ من إقناع هٰذا العدد الكبير من الأغنياء بالعمل لديك؟! أجابه الرجل: عندما بدأوا العمل فى شركتى، لم يكونوا أصحاب ملايين!! واستكمل كلماته قائلًا: إن إخراج أفضل ما فى الناس يُشبه البحث عن الذهب؛ فعندما تَنقُب عنه، يجب أن: تحفِر عميقًا، وتُزيل القشرة الخارجية من التربة، ثم تُخرج التراب والوحل، وهٰكذا تستمر فى الحفر وإزالة التراب حتى تكتشف عِرق الذهب. وأنا أفعل الشىء نفسه مع العاملين فى شركتى، فأنا أستمر فى الحفر حتى أجد فى كل واحد منهم عِرق الذهب!!
• الأسقف العام رئيس المركز الثقافى القبطى الأُرثوذكسىّ.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
boles bishay
good article thank you
good article and thank you
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب ألاصيل
كاتب هذا ألاسبوع موهوب بالفعل
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
مقال رائع كالعاده - المهم تكون القياده رشيده وامينه وخيره
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
مينا
الى شعب اصيل رقم 2 و3
عدد الردود 0
بواسطة:
سامح
رد على رقم 2