سعيد الشحات

إشارات مهمة للانتخابات البرلمانية

الخميس، 30 أكتوبر 2014 07:36 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت فى شهر أغسطس الماضى بمدينة الإسكندرية، وفى لقاء ليلى مع عدد من رموزها فى مجالات مختلفة، فرض خروج المهندس أحمد عز، أمين تنظيم الحزب الوطنى المنحل، من محبسه، نفسه على مناقشات الحاضرين، وذهبت التخمينات مذهبها حول، هل سيكتفى بإدارة أعماله وفقط؟ هل سيعود إلى ممارسة العمل السياسى؟

فى اللقاء سمعت من رجل أعمال كبير توقعه أن أحمد عز لن يعود إلى العمل السياسى مرة أخرى، وأنه سيكتفى بإدارة أعماله فى مجال صناعة الحديد، وأنه سيتوسع فى الأعمال الخيرية، وبنى كلامه على شواهد عديدة، ثم قال: «لن يسمح له أحد بالعودة إلى العمل السياسى فالأوضاع لا تتحمل»، وأضاف: «أسطورة أحمد عز تكونت من وجوده فى حضن السلطة، والسلطة التى كان فى حضنها لم تعد موجودة، وهو لا يستطيع تحمل العمل السياسى خارج هذا الإطار».

حمل توقع رجل الأعمال كلاما منطقيا راق للجميع، إلا أنه ومنذ أسابيع شاعت الأنباء عكس ذلك تماما، حيث نشرت وسائل الإعلام أخبارا عن نية «أحمد عز» العودة السياسية بترشحه فى الانتخابات البرلمانية المقبلة فى دائرته «منوف» التابعة لمحافظة المنوفية، وأن أبناء الدائرة يطالبونه بذلك، وزاد الأمر بالقول إن العديد من بقايا الحزب الوطنى المنحل ذهبوا إليه طلبا للدعم المادى، وتكوين تكتل يخوض الانتخابات.
احتدم الجدل بعد هذه التسريبات، وتسابق الكل فى قراءة الدلالات، وأهمها أنها تعد تجهيزا أكبر للثأر من ثورة 25 يناير، وتجهيز صريح لا لبس فيه من بقايا نظام مبارك للعودة إلى المشهد، وهو ما يعنى العودة إلى الوراء.

ومن الدوائر القريبة لـ«عز» هناك من نفى وهناك من أكد، ويمكن اعتبار ذلك كله بمثابة «جس نبض» حتى تظهر الحقيقة كاملة، غير أن اللافت فى «التأكيد والنفى» الحرص على ذكر أن مؤسسة «عز» الخيرية بدأت فى العودة إلى عملها، وأنها أنجزت عدة أشياء مثل تحمل «مصاريف المدارس» لغير القادرين، وتسيير الأتوبيسات للطلاب إلى جامعتهم، وغيرها من الإجراءات التى صبت فى جانب مما سمعت من رجل الأعمال فى الإسكندرية، بشأن توقعه لما سيفعله «أحمد عز».

الجديد فى هذه القضية هو ما كتبه الصديق عماد الدين حسين، رئيس تحرير الزميلة الشروق، فى عددها الصادر أمس، حيث قال نصا: «رسالة من جهة سيادية إلى أحمد عز»: الصمت أو العقاب، وكتب موضحا، أن الرسالة كانت ردا على التحركات التى وصفتها بعض الدوائر بأنها غريبة ومريبة وخطيرة لرجل الأعمال البارز واستقباله مرشحين محتملين لمجلس النواب المقبل، وخروج تسريبات بأنه ينوى الترشح للبرلمان عن دائرة منوف.

وكتب الأستاذ عبدالله السناوى فى نفس الصحيفة فى مقاله أمس «المحرضون على الإرهاب»، قائلا: «الرسالة لا لبس فيها ألا يحاول أن يدخل على أى نحو إلى الميدان السياسى من جديد، وألا يتصور أنه ممكن أن يشكل تحالفا يمكنه خوض الانتخابات النيابية بقوة المال السياسى وشبكة العلاقات القديمة دون حساب وعقاب».

هل يحمل هذا التحرك شيئا مقبلا، وهل يعبر عن رؤية ما للانتخابات البرلمانية المقبلة؟





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة