الخبر الأول فى كل نشرات أخبار العالم هو «الإيبولا» وخطره، وفى أحيان كثيرة يكون تصدير الخوف هدفًا.. وخلال السنوات الأخيرة ظهرت حملات للخوف، كانت الواحدة تختفى لتحل غيرها من دون أن نتساءل: أين ذهب الخوف الأول؟.. نتذكر الحملة التى رافقت ظهور فيروسات أنفلونزا الطيور والخنازير وجنون البقر.. حملات إعلامية ضخمة اجتاحت العالم كله، مؤتمرات صحفية، وإعلانات وبيانات من منظمة الصحة العالمية صنعت حالة من الترقب والخوف.. وبالرغم من أن أنفلونزا الطيور أو الخنازير لم تتجاوز أعداد ضحاياها العشرات، فقد أنفق العالم، أو اضطرت الدول لإنفاق مليارات الدولارات فى الاستعدادات والحجر الصحى والأدوية والأمصال.
تراجع الحديث عن أنفلونزا الطيور والخنازير، وصعد الحديث عن جنون البقر الذى اختفى، وأصبح الموضوع الرئيسى اليوم هو «الإيبولا» الذى تصدر نشرات الأخبار فى الغرب، ولا نعلم ما إذا كان «الإيبولا» سوف يلقى مصير سابقيه، أم يتحول بالفعل إلى وباء حقيقى.
هناك آراء طبية وعلمية خافتة يطلقها علماء وخبراء، يقولون إن منظمة الصحة العالمية تعمل حسب تحذيرات ومؤشرات شركات الدواء الكبرى، التى تكون فى كثير من الأحيان هى المستفيد من الحمى التى تجتاح العالم. تجارة الرعب هى التى تبرر ترويج أدوية وأمصال. بل وذهبت بعض الآراء إلى أن هذه الفيروسات هى نتاج لتجارب بيولوجية تخرج عن السيطرة. قيل هذا مع أنفلونزا الطيور والخنازير، وقيل أكثر عن الإيبولا. ظهرت الإيبولا فى زائير قبل أكثر من أربعة عقود، وطرحته هوليود فى فيلم عام 1995 باسم out break بطولة داستين هوفمان ومورجان فريمان. وكانت هناك إشارات لكون الوباء نتاج تجارب سرية.
ومما يطرح فكرة الخوف، أن العالم يهتم كثيرا بفيروسات وأوبئة لم يثبت أنها قتلت عشرات، بينما يتجاهل أمراضا وأوبئة تفتك بالآلاف فى أفريقيا، أو حتى بوباء مثل التهاب الكبد الوبائى. ومن المفارقات أن وزارة الصحة فى مصر اهتمت بأنفلونزا الطيور وذبحت الطيور، وبأنفلونزا الخنازير وأعدمت الخنازير، بينما لم تول اهتماما بالكبد الوبائى الذى كان يقتل المئات شهريا.
كل هذا يعيدنا إلى نقطة مهمة، وهى أننا ننفعل بمخاوف العالم، حتى لو كانت مجرد تحذيرات أو تكهنات. بينما لاننفعل بما هو مؤكد. فهل الإيبولا سوف تلحق بسابقاتها، وتدخل طى النسيان؟ وتصدق آراء خافتة لباحثين وعلماء، أنها تهديدات محتملة، بينما نتجاهل تهديدات أو أمراضا مؤكدة؟