فى أول لقاء جمع الرئيس الراحل محمد أنور السادات وهنرى كسينجر وزير الخارجية الأمريكى بعد حرب أكتوبر، كان كسينجر يحمل رسالة من الجانب الإسرائيلى تتضمن مطلبين، الأول رفع الحصار عن باب المندب والثانى تبادل الأسرى تحديدا الطيارين الإسرائيليين.
قليلا من التفكير فى الرسالة، لم تطلب إسرائيل تحديد مواقع التقدم أو الانسحاب أو الأرض التى سيتم التفاوض بشأنها، لم تطلب نقل رفات جنودها، ألقت كل هذا جانبا وتمسكت بأن يكون أول مطلب رفع حصار باب المندب.
لماذا؟ لأن حصار باب المندب، هو الحصار الأكبر فى التاريخ على إسرائيل، ولأن الحصار ترتب عليه منع 26 ناقلة نفط من الوصول لتل أبيب كانت تحمل ما يقترب من 18 مليون متر مكعب بترول خام، وهو ما ترتب عليه خسائر فادحة لإسرائيل وشلل فى اقتصادها فى وقت تحتاج فيه لأى «شيكل».
اهتمام إسرائيل بباب المندب، يعكس كيف أنها كانت أحد العمليات النوعية العسكرية المصرية المشرفة، وكيف أن أبطالها ظُلموا فى التاريخ العسكرى لأن الضوء لم يسلط عليهم مثل باقى العمليات الأخرى فى أكتوبر.
فى عملية باب المندب، هناك من خطط، ومن راقب، ومن نفذ، شارك فيها 3 مدمرات مصرية هم الظافر والفاتح ورشيد، وعلى متن المدمرة الفاتح، كان بطل حلقة اليوم من أبطال أكتوبر هو اللواء أركان حرب عادل حجاب، وقتها كان شبابا بدرجة نقيب، لكن عقله وكفاءته فى البحرية المصرية كانت تتعدى سنة كثيرا.
حجاب وغيره من أبطال عملية باب المندب، رغم أنهم نجحوا ببراعة فى أكتوبر 73، إلا أنهم لم يتركوا باب المندب ويعودوا إلى مصر إلا فى منتصف 74، فى رسالة واضحة على التضحية والفداء من أجل الوطن.
البطل حجاب، لا يتحدث عن نفسه كثيرا، دائما مع بداية كل جملة، يذكر بطلا ممن شاركوه النجاح، أو قائدا ممن تعلم على أيديهم، تحدث معى عن البطل مصطفى نصير قائد المدمرات المصرية الثلاث، وعن الفريق أول سليمان عزت قائد القوات البحرية من 54 وحتى 67، ودوره فى تأسيس البحرية المصرية.
سيادة البطل عادل حجاب، شكرا لبطولاتك فى باب المندب، وشكرا لعرفانك بأصدقائك وأساتذتك ممن علموك، شكرا لدوركم فى أكتوبر، ولأبنائكم وأحفادكم أن يفخروا بكم.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة