أما «السفنجة» فهى تلك القطعة بحجم اليد من الإسفنج التى يستخدمها «جارسون» البار الرخيص ليلتقط بها بقايا الخمر الساقطة من السكارى أو عندما يندلق كأس أحدهم على سطح المنضدة التى يجلسون حولها، هنا يجىء دور «السفنجة» التى تمتص بقايا الخمر الساقطة ويذهب بها «الجارسون» ليعصرها فى برميل الخمر الرخيص ليعيد «البارمان» صبها مرة أخرى للزبائن، فى جيلى كنا نطلق مصطلح «السفنجة» على بعض الصحفيين الذين يجمعون آراء زملائهم المعارضين لنظام الحكم أثناء الجلسات الخاصة فى المقاهى والندوات التى يتجمع فيها المثقفون والصحفيون ويكتبونها فى تقاريرهم لرؤساء مجالس أو تحرير الصحف، أذكر أنى فى النصف الثانى من شهر ديسمبر سنة 1976 صحبنى الشاعر الكبير «صلاح عبدالصبور»- كان يومها رئيس تحرير مجلة الكاتب- معه فى سيارة الناقد والمترجم الكبير «على شلش»-كان يومها مدير تحرير مجلة الكاتب- إلى مكتب «يوسف السباعى» فى جريدة الأهرام، حيث أصدر يومها قرارا بتعيينى محررا بالقسم الثقافى بجريدة الأهرام، تم إلغاء القرار بعد «انتفاضة الحرامية» فى يناير 1977 نتيجة لصحفى «سفنجة» كان مقربا جدا من «يوسف السباعي»، حيث فصلت فى هذه الفترة أيضا من عملى «أخصائى إعلام» فى وزارة الثقافة بالثقافة الجماهيرية، والآن أتساءل معك صديقى القارئ: هل من حق الصحفى- أو الإعلامى- نقل ما يقوله غيره من زملائه الإعلاميين من آراء معارضة للنظام الحاكم للمسؤولين دون استئذان من ينقل عنهم؟ مجرد سؤال من وحى كل ما كتبه الإعلامى «خالد أبو بكر» نقلا عن الإعلامى «باسم يوسف» الذى تقدم البعض ضده برفع القضايا لمنعه من السفر واتهمه البعض بالخيانة العظمى لمجرد أنه قال كلاما- وإن كان قبيحا- عن الرئيس «السيسى» فى مجرد لقاء عابر بينه وبين الصحفى اللامع «عماد الدين حسين» والإعلامى «خالد أبوبكر».
أما عن المثقف «المرمطون» فهو ذلك «المثقف» الذى قدم خدماته متطوعا لكل أنظمة الحكم التى عاصرها لمدة تزيد على أربعين سنة منذ بداية حكم «السادات» مرورا بكل سنوات المخلوع «مبارك» وحتى حكم الإخوان، ثم تقافز فى رشاقة البرغوث ليصل إلى نظام الحكم الحالى بنفس درجة الحماس التى كان يمارسها فى «محاربة الفساد»، حيث كان فى كل عهد من عهود أنظمة الحكم السابقة يرفع راية «محاربة الفساد» فى وزارة الثقافة فى «العهد السابق» مع العلم أنه كان دائما عمودا رئيسيا من أعمدة وزارة الثقافة فى العهود الثلاثة، وأظن أنه سوف يمارس «محاربة الفساد» فى عهد نظام الحكم الحالى، لكن بالتأكيد سوف يكون ذلك فى عهد نظام الحكم القادم.
أما عن الرياضى الساقط، فسوف تشاهده صديقى القارئ وأنت جالس أمام التليفزيون يرتدى «بدلة سموكن» وقميصا أبيض شديد النظافة وهو يكيل الاتهامات بالخيانة لأحد الشباب فى ثورة 25 يناير ويتهم الشاب بكل تأكيد بالشذوذ الجنسى كما لو أنه كان مشتركا معه، فتكتشف أنه كان يرتدى تحت قميصه الأبيض وبدلته «الأسموكن» ملابس داخلية متسخة من أيام الحزب الوطنى الساقط وكشافة «جمال مبارك» الذى خرج فى التطهير، الغريب فى الأمر أنه يتهم أحد المستشارين الكبار بأنه أحد قادة ثورة 30/6 مع العلم بأنه لم يره أحد متورطا فى مظاهرة مناهضة لأى نظام حكم لا فى ثورة 25 يناير ولا فى ثورة 30/6 فالرجل كان دائم الدفاع عن الرئيس «مبارك» الذى خلعته مؤامرة 25 يناير، لكن هذا الرياضى ومن على شاكلته يرفعون راية الحزب الوطنى الساقط لسرقة ثورة 30/6 كما سبق للإخوان المسلمين سرقة ثورة 25 يناير.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة