أكرم القصاص

وكلاء الثورة.. بتغنى لمين

السبت، 04 أكتوبر 2014 08:04 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«اكتشفت أن من أكتب عنهم لا يقرأون ما أكتبه ولا يعرفون عنى شيئًا، فالأغلبية أمية، ولهذا بحثت عن وسيلة جديدة لتوصيل أفكارى للعمال والفقراء الذين أكتب لهم، وكان أن اتجهت للأغنية، كان الشاعر سيد حجاب يحكى للموسيقار الراحل عمار الشريعى عن نقطة التحول فى حياته، قال: إنه كان يكتب شعرا فى بدايات حياته عن العمال والفقراء، وكان شعره يحظى بالكثير من التشجيع، وأطلق عليه اليسار صفات « إيلوار الشرق وغيره» وبالرغم من حفاوة المثقفين بما يكتب اكتشف أن من يكتب عنهم ولهم لا يقرأوه.

بدا حديث الشاعر الكبير معبرًا عن حالة الانفصام بين من يتصدرون الحديث باسم الثورة ومن يخاطبوهم. هناك فرق بين أن تتحدث عن الثورة، وأن تقدم للناس تصورًا حول التغيير. سهل جدًا أن تتحدث عن الثورة أو السياسة أو ما يجب وما لا يجب، لكن الصعب هو مدى القدرة على تنفيذ الأقوال ولو بنسبة.

هذا الجدل الذى تجاوز الحدود والجدل والمناقشات حول الثورة، وهل هى يناير أم يونيو أم الاثنين، وهل كانت ثورة أم مجرد انتفاضة لم تترجم لتغيير واسع. بعض من تصدروا الصورة الثورية تصدروها بالصدفة، وأغلبهم لاعلاقة له بالثورة من قريب أو بعيد، بل هم إصلاحيون ومعارضون تقليديون، ليس لدى أيهم تصور لم يجب أن تكون عليه. وبعضهم قرأ عن تجارب أو تفرج على أفلام وليس هذا عيب، لكن العيب هو الإصرار على تحويل الثورة إلى كلام وخطب ونصائح «بائتة».

كثيرون يعرفون أن نظام مبارك كان يجب أن يتغير، لكنهم لا يعرفون كيف يمكنهم بناء نظام بعد تغييره، والدول ليست كالشركات أو المنازل يمكن إعادة رسمها فى كتالوج، لكن لا توجد كتالوجات للثورات، ولا يوجد ما يسمى «علم الثورات» كما يدعى بعض الأكاديميين المدعين من راكبى الموجة. توجد اجتهادات، ولا تشابه أو تطابق، لكنها أمر أكثر تعقيدًا، يتضمن العمل وسط تناقضات وصراعات وتعدد للرؤى.

نحن أمام أدباء أو كتاب أو إعلاميين، فيهم الجيد والنص نص والتافه والسطحى، لكن أحدًا منهم ليس لديه حزب أو تيار أو قادر على جمع عدد من الناس لتوعيتهم. السادة الزعماء وبعضهم أصدقائنا يتصورون أن رفض أفكارهم هو عيب فى الشعب وليس فيهم، أو فى خطاباتهم المحنطة، وأن عليهم أن يغيروا خطابهم ويخرجوا من حالة الكيد والخطاب المعاد والكلاشيهات، ربما عليهم أن يستفيدوا من درس اليسار السابق، ودرس الشاعر سيد حجاب، وينتقلوا من حالة «وكلاء الثورة» على عمال فيها، ويسألوا أنفسهم بنغنى لمين؟





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة