كريم عبد السلام

استعراضات البلهاء والاستهانة بالثوابت

الإثنين، 06 أكتوبر 2014 12:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذات يوم، وجدت الممثلة العجوز أن الأضواء انحسرت من عليها، تمشى فى الشارع فلا يشير إليها أحد ولا يتهافت عليها المعجبون، هى التى عاشت عمرها تتغذى على نظرات الرجال الولهانين وفلاشات المصورين وعلى لهاث الصحفيين خلفها، بحثا عن تصريح أو خبر، فماذا فعلت؟

خلعت ملابسها تماما وخرجت تتمشى فى شوارع وسط المدينة، فما كان من الناس إلا أن سخروا منها وبعضهم قذفها بالطماطم والبيض الفاسد، وآخرون أكثر قسوة وضعوا المرايا فى طريقها مذكرين إياها بما يجب أن تفعله العجائز المسنات من أمثالها.

متسولة عجوز مثلها كانت الوحيدة التى خلعت أحد أثوابها البالية وسترت عورة الممثلة العجوز، ومضت بها بعيدا عن الساخرين الغاضبين، وأوصلتها إلى منزلها. هذه الحكاية تكررت بتصرف على مواقع التواصل الاجتماعى، عندما اكتشف عدد من أنصاف المشاهير وأرزقية السياسة والثقافة فى زمن الانحطاط، أن الموالد التى كانوا يسرحون فيها تطوى خيامها وتنحسر، فقرروا وقررن أن يتعروا حتى آخر قطعة أو أن يطعنوا على الثوابت الدينية والشعائر التى يحرص عليها عموم المسلمين ومنها شعيرة التضحية فى عيد الأضحى المبارك.

خرجت علينا من تبدى امتعاضها من شعيرة ذبح الأضحية أصلا وتنكرها رغم أنها سنة مؤكدة، ثم تنتظر فى شوق من يهاجمونها حتى تظهر وكأنها شهيدة التعصب والمضطهدة من أعداء حرية الرأى والاعتقاد، وأخرى كل رصيدها أنها قدمت برنامجا ليليا مثيرا، أبدت امتعاضها من منظر الدماء فى الشوارع، وتبعهما آخرون يرفضون العنف الذى يرتكبه المسلمون بحق الحيوانات فى العيد «أى والله» ويشكرون أستراليا لأنها رفضت توريد الخراف الحية لمصر، لأن المصريين يذبحونها بلا رحمة، ويحاضرون فى ندوات جمعيات حقوقية تطالب بوقف ظاهرة ذبح الحيوانات وتصفها بالوحشية!


كان من الأجدى لأبطال الاستعراضات البلهاء والمعارك المزيفة، أن يقترحوا ويقترحن كيفية تنظيم ذبح الأضاحى فى الشوارع، وكيف يساعد المجتمع المدنى فى التوعية البيئية، وكيفية الاستفادة القصوى من الكم الهائل لجلود الأضاحى لصالح أطفال الشوارع ودور الأيتام مثلا، أو عرض تجارب الدول الإسلامية التى نجحت فى تنظيم ذبح الأضاحى والاستفادة منه فى تحقيق التكافل الاجتماعى، إلى آخر الأفكار المفيدة صحيا وبيئيا دون طعن على ثوابت المجتمع.. وربنا يشفى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة