فى يوم 9 إبريل عام 2013 وبرسالة صوتية تم بثها عن طريق شبكة «شموخ الإسلام 56»، أعلن «أبوبكر البغدادى دمج تنظيم» جبهة النصرة مع «دولة العراق الإسلامية» تحت مسمى الدولة الإسلامية فى العراق والشام «داعش»، حيث كان نفوذهم يتوسع فى الداخل السورى يوما بعد اليوم، واشتملت سيطرة التنظيم على مساحات محدودة فى المحافظات العراقية آنذاك، وسيطر التنظيم على مناطق فى محافظات الرقة، وحلب، وريف اللاذقية، ودير الوزر، وحمص، وحماة والحسكة، وإدلب، ويتفاوت التواجد والسيطرة العسكرية من محافظة لأخرى.
وكما يقول الكاتب الصحفى «محمود الشناوى» فى كتابه «داعش - خرائط الدم والوهم»، أنه فى تاريخ العاشر من إبريل عام 2014 قام مسلحو «داعش» على معظم مناطق محافظة «نينوى»، وكان هذا التحرك بمثابة الإعلان الحقيقى عن مولد ما يمكن أن نسميه بـ«جنود التوحش» بالعراق، حيث بدأ التنظيم فى إعادة إنتاج «الدولة الإسلامية» المزعومة، وأعلن «أبوبكر البغدادى» أنه خليفة المسلمين وطلب البيعة له، فمن هو «البغدادى»؟
يجيب الشناوى، أن «البغدادى» هو إبراهيم على البدرى السامرائى، والذى أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية فى 4 أكتوبر 2011 أنه إرهابى عالمى، ورصدت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلى بمعلومات تؤدى إلى القبض عليه أو وفاته، وينسب نفسه إلى الخليفة أبوبكر الصديق والى العاصمة العراقية بغداد التى رغب فى ضمها إلى دولته، لكن أصوله الفعلية تعود إلى منطقة «ديالى» شرق العراق، حيث ولد فيها عام 1971 لعائلة تنتمى إلى عشيرة السامرائى، وتابع تحصيله العملى فى الجامعة الإسلامية بـ«بغداد».
ويشير «الشناوى» إلى أن البغدادى لم يحمل السلاح قبل الاجتياح الأمريكى للعراق عام 2003، وانضم إلى تنظيم القاعدة تحت إمرة «أسامة بن لادن»، قبل أن يعتقل ويمضى فترة فى إحدى السجون الأمريكية داخل العراق، وبعد أن حمل السلاح عرف عنه أنه مقاتل شرس لا يرحم، وأنه تتلمذ على يد «أبومصعب الزرقاوى».
أصبح «أبو بكر البغدادى» رئيسا لتنظيم «داعش» بعد مقتل سلفه «أبوعمر البغدادى» فى 19 إبريل 2010، وتحكم فى مفاصل التنظيم بالكامل، وأصبح صاحب الأمر والنهى فى القرارات، وحدد المهام الوظيفية لكل من فيه، وطرق التواصل بين مفاصل التنظيم، وأقدم على عدة خطوات تنظيمية منها، تجميده لدور المهاجرين العرب فى المناصب القيادية داخل التنظيم، وأحال معظمهم إلى وظائف ساندة، كالشورى والإعلام والتجنيد وجمع التبرعات، واستحوذ على صلاحيات إعلان الغزوات، وتأسيس المجلس العسكرى وألغى منصب وزير الحرب، وعزل عددا من المسؤولين فى ولاية بغداد وديالى، واستعان بضباط الجيش السابق سيما من صنوف الأمن والاستخبارات.
وحسب كتاب الشناوى، فإننا أمام رجل يظل لغزا محيرا، ويثير الكثير من التساؤلات حول رحلة الصعود الغامضة، على الرغم من أنه لم يكن من قيادات الصف الأول بتنظيم القاعدة، ويتحدث الشناوى عن أنه بالرغم من صعوده إلى قمة التنظيم فإن هناك حلقة مفقودة بالغة الأهمية، فما هى؟.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد الشيخ
منتج أمريكي تقفيل محلي
عدد الردود 0
بواسطة:
منى السيد
يساورنى الشك