لا يوجد بيت فى مصر ليس فيه شهيد من حرب 67 أو انتصار أكتوبر 73، لذلك عندما تحل الذكرى، خصوصا ذكرى انتصار أكتوبر، تنتاب المصريون جميعا حالة من الفرح والفخر والشجن معا، تلك الحالة التى عبرت عنها موسيقى بليغ حمدى لأغانى «بسم الله» و«عاش اللى قال» و«حلوة بلادى» والتى تعودنا أن نسمعها على مشاهد العبور العظيم والجنود البواسل يطأون الضفة الشرقية بعد طول احتلال ويرفعون العلم على خط بارليف، فيما تندفع كبارى سلاح المهندسين لتصل التراب المصرى عبر القناة والدبابات تتوغل باتجاه مواقع الاحتلال ودشمه الحصينة تحت حماية طائراتنا التى تجاوزت جميع الحسابات وحطمت الدفاعات الإسرائيلية فى مفاجأة ساحقة.
ومع حلول الذكرى، ترتفع مؤشرات الانتماء والوطنية لدينا جميعا، حتى لنتمنى لو كنا من أفراد هذا الجيل المحظوظ الذى كابد معاناة السنوات العجاف بعد حرب 67 ثم واجه الاحتلال بالعبور والانتصار الباهر فى أكتوبر، نتمنى لو كنا زملاء للبطل إبراهيم عبدالعاطى صائد الدبابات، أو من جنود البطل العميد يسرى عمارة الذى أسر اللواء عساف ياجورى، أو البطل العقيد الشهيد إبراهيم الرفاعى قائد المجموعة 39 قتال، أو المقدم محمد حسين طنطاوى بطل موقعة المزرعة الصينية أو من أهالى السويس البواسل الذين دافعوا عن المدينة فى مواجهة حشود القوات الإسرائيلية ولم يتزحزحوا أو يستسلموا، أو ضمن أعضاء منظمة مجاهدى سيناء الذين خاضوا أروع البطولات خلف خطوط العدو وفاجأوهم بعمليات أفقدتهم توازنهم طوال أيام الحرب.
هذا الشعور الذى يجمع الأغلبية الكاسحة من المصريين الأسوياء، يواجهه للأسف تيار مريض كاره وكريه يدعو وينحاز لكل أعداء الشعب المصرى ويعمل ضد مصالحه ويتمنى الشر والأذى والسقوط للدولة المصرية، هذا التيار من أعضاء التنظيم الدولى للإخوان ينشط على مواقع التواصل الاجتماعى بدعاية مريضة تطعن فى الانتصار العظيم المتحقق فى أكتوبر 73 وتقلل من حجم الإنجاز الباهر وتسيئ إساءات بالغة لأبطال حرروا التراب الوطنى وضحوا بأرواحهم لقهر عدو قوى مدعوم من القوى العظمى ليكون شوكة فى ظهور العرب أجمعين.
إنى لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون، وكيف يكونون على هذه الدرجة من الحقد والبجاحة والكراهية العمياء، هؤلاء الفاسدون المرضى يتصورون أن كلماتهم التافهة وإساءاتهم التى سترتد إلى نحورهم يمكن أن تقلل من حجم الانتصار العربى الأبرز فى المواجهات مع العدو الإسرائيلى، وهو الانتصار الذى اعترف به العدو نفسه قبل الأصدقاء وشكل لجنة تحقيق على أعلى مستوى لبحث المسؤولين عن الهزيمة، حسب تعبيرهم، وهى لجنة أجرانات الشهيرة، وصدر عن المعجزة العسكرية المصرية مئات الكتب فى الشرق والغرب، بل إن التكتيكات العسكرية لقوات المشاة والدفاع الجوى والطيران أصبحت من كلاسيكيات الحروب التى تدرس فى المعاهد العسكرية، ثم يأتى بعد ذلك مرضى الإخوان ليطالبوا الشعب المصرى باعتبار 6 أكتوبر يوما لشهداء الجماعة ونسيان النصر الأكبر على اعتبار أنه من عمل العسكر! هل يمكن تصديق هذا الخبل؟ هل يمكن أن نراهن على انضمام هؤلاء المختلين البشعين للمجتمع مرة أخرى؟ هؤلاء المسمومون لن يكونوا أبدا مواطنين، هؤلاء الذين يرتمون فى أحضان إسرائيل وتركيا هم مشاريع عملاء يستحلون الإضرار بالوطن والانتقام من عموم الشعب ويرون فى ذلك خطوة لإسقاط الدولة حتى تقوم الجماعة الإرهابية مرة أخرى، فهل يمكن التعويل على شفائهم؟ هل يمكن الاطمئنان إليهم؟ رأينا ما حدث فى وزارة الكهرباء من سعى مبيت للتدمير والإضرار بالمصالح الوطنية، وكل واحد منهم فى وزارة أو مصلحة حكومية أو موقع مسؤول لا يفعل إلا الإضرار بالدولة ومؤسساتها ومصالح المصريين، ولا يمكن لهذا البلد أن يستقر بغير إقصائهم تماما، لأن الثابت حتى الآن أنهم مرضى ومختلون وحاقدون ولا يفوتون فرصة للانتقام من عموم المصريين.