عندما يصل التبجح إلى أقصى درجاته، وحينما يصدر العيب عن أهله فلا عجب، أرسلت لى منذ أيام قليلة صديقة قديمة لم أكن أعلم قبل ثورة يناير أنها تنتمى لجماعة الإخوان، على إحدى وسائل التواصل الاجتماعى، تطلب منى المشاركة فى نشر حملة جديدة ابتكرها الإخوان للحد من الهجوم الإعلامى عليهم تحت اسم (مهذبون).
وطالبتنى بصفتى إعلامية أن أحاول نشر الموضوع لأكبر عدد من الإعلاميين واصفة هذا العمل بفعل الخير.
أما بالنسبة لمضمون الموضوع كما يزعمون: هو أن الإعلام المصرى غير حيادى ولا موضوعى، وأن الهجوم الدائم على أفعال الإخوان وتصويرها بالبشعة، يعمق حالة العداء بينهم وبين المصريين يوماً بعد يوم.
والعجب كل العجب هو أن هؤلاء المغيبين الذين مازالوا يغوصون فى عالم افتراضى بعيد تماماً عن الواقع، يبررون لأنفسهم كافة الأعمال الانتقامية الإجرامية، ويستحلون دماء المصريين، وعلى رأسهم رجال الجيش والشرطة.
من جانب آخر يطالبون الإعلام بتخفيف حدة الهجوم على أفعالهم، وعدم تسليط الضوء عليها وتضخيمها بغير حيادية.
ما بالكم أيها المهذبون، تطالبوننا بالرأفة بكم، وأنتم لنا قاتلون، مفجرون، مستحلون ما حرمه الله وبأوطانكم عابثون ولها كارهون.
عزيزى الإخوانى: كيف تطالبنى بتخفيف حدة الهجوم عليك، والتزام الصمت وغض البصر عن ما ترتكبه من جرائم لا تُغتفر فى حق إخوانك فى الوطن، إن كانوا كذلك بالنسبة لك؟
وكما تعلمون إن كنتم تعرفون المصريين، فإن لديهم من الطيبة والتسامح وكرم الأخلاق ما يغفر لكم خطاياكم الكبيرة إن صدقتم النية وأعلنتم التوبة النصوح، وتبرأتم من أفعالكم التى نالت بقسوة من إخوانكم بغير حق، فتوبوا إلى بارئكم أو اقتلوا أنفسكم إن كنتم صادقين. أما تدشين صفحات على مواقع التواصل، بمسميات رنانة خاوية من المصداقية والبحث غير الجاد عن صيغة جديدة للتفاهم والتعايش مع شعب مصر، بعدما آذيتمونه بشراسة دون رغبة حقيقية وتطهر من الذنوب، وابتسامة فى الوجه كاذبة تتبعها طعنة خبيثة فى الظهر لن تجدى.. إلى لقاءٍ جديد أيها المهذبون..