غاية آماله فى وطنه الغريب عنه أن يحيا حياة كريمة بسيطة، يسعى فى الأرض كدًا وعملا بحثا عن هذه الحياة البسيطة، يلجأ إلى شتى الطرق ربما الاتجار والعمل فيما هو ممنوع ومحرم، أو يذهب بصره لما هو أبعد إلى خلف المحيط يلمع فى أعينهم بريق الدولار الأخضر واليورو الأحمر، فما يلبث ليقرر أن يفر من جحيم الوطن إلى نار الغربة بأى ثمن كان.
يضع أحلامه ومستقبله نصب أعينه، يضحى بالغث والثمين فى سبيل تحقيقها، حتى أنه على أتم استعداد بصدر رحب أن يقدم روحه قربانا لهذا الحلم، ولما لا فقد ضاق ذرعا بالعيش فى بلد يغفل مسئوله عن شبابها ومطالبهم وعن توفير حياة كريمة لهم.
يخطو مسرعًا نحو المستقبل والحياة الكريمة والأحمر والأخضر، يقف فجأة لينتبه أنه يهرب من جحيم الوطن ليواجه جحيمًا آخر خارج وطنه، لكن هذه المرة هو راض عن نفسه فالفرصة مازلت أمامه لجمع آلاف الجنيهات بل والملايين.
واقع الهجرة غير الشرعية بات مقلقا ليس للسلطات المصرية فقط بل للبلاد التى يفر إليها هؤلاء الشباب الذين يئسوا العش فى بلادهم، هذه الدول لو تعد تطق هما فوق همهم وشعبا فوق شعوبهم خاصة هؤلاء الهاربين من نار أوطانهم، فما ذنب هذه الدول أن تأويهم.
قبل أيام قررت الحكومة البريطانية، تخصيص 12 مليون جنيه إسترلينى خلال السنوات الثلاث القادمة، لمواجهة قضية المهاجرين غير الشرعيين، فيما وصل إلى القاهرة مؤخرا وفد أمنى إيطالى كبير برئاسة جيوفانى بنيتو مدير الإدارة المركزية للهجرة وأمن المنافذ، قادما بطائرة خاصة من روما فى زيارة لمصر استغرقت يومين لبحث ظاهرة الهجرة غير الشرعية عبر المتوسط، مع كبار المسئولين الأمنيين، بعد زيادة معدلات الهجرة مؤخرا وتعرض المئات لحوادث الغرق وتفعيل التعاون الأمنى بين مصر وإيطاليا فى هذا المجال، خاصة فيما يتعلق بالإجراءات التنفيذية لمكافحة الهجرة غير الشرعية والحد منها.
الغريب أن الدول التى تبدى اهتماما بالقضية، الدول المضيفة أو الدول المهاجر إليها، والواضح أن مصر لا تبدى أى اهتماما وكأن لسان حال المسئولين:"خلى البلد تخف شوية من البنى آدمين"، بدلا من أن يكون شعارها فى قضية الهجرة غير الشرعية "بلدنا أولى بولادنا".
على عبد الرحمن
الموت على نفقتك الخاصة.. عن الهجرة غير الشرعية أتحدث
الثلاثاء، 07 أكتوبر 2014 06:13 م
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالله العيسوي
راااااائع