ناصر عراق

جسارة جابر عصفور

الثلاثاء، 07 أكتوبر 2014 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو أن مصر ستظل أسيرة التخلف وضيق الأفق لزمن طويل قادم، فما أن أبدى وزير الثقافة الدكتور جابر عصفور بعض آرائه الجريئة فى الفن والمجتمع، حتى انقض عليه المتاجرون بالدين وأصحاب الأفكار المتشددة يلعنون ويسبون ويطالبون بإقالته من منصبه!
حين امتدح جابر عصفور جامعة القاهرة فى الستينيات، عندما كان طالبًا بها، لم يقل سوى الحقيقة، ذلك أن هذه الجامعة كانت ضمن أفضل 100 جامعة فى العالم فى ذلك الوقت، والآن لا توجد جامعة مصرية واحدة ضمن أفضل 500 جامعة على مستوى العالم! أى أن منظومة التعليم والعلاقات الاجتماعية وأزياء الناس فى زمن الستينيات كانت تتواكب مع العصر وتتفاعل معه وتسهم فى إثرائه، بينما نحن الآن - فى زمن التدين الشكلى - عالة على الحضارة الحديثة لم نخترع شيئا، وكل ما نستخدمه فى حياتنا اليومية من اختراع بشرا آخرين يحترمون حرية الفكر والإبداع ويقدسون فضيلة إتقان العمل، ولا يبددون أوقاتهم وأعصابهم فى مناقشة قضايا هامشية كانت تشغل بال أجدادنا منذ قرون!
أما حين انتقد منع عرض فيلم «حلاوة روح» فهنا يؤكد الدكتور جابر انحيازه لحرية الفكر والإبداع، حيث يجب أن نترك الأعمال السيئة للجمهور يحكم عليها.. ذلك أن المنع وسيلة بالية فى زمن التكنولوجيا، وها هو فيلم «نوح» قد شاهده الملايين على اليوتيوب برغم رفض الأزهر الشريف السماح بعرضه!
على أية حال.. لن تتقدم الأمم إلا إذا خاض أصحاب الآراء الجريئة معارك فكرية شرسة مع أصحاب الآراء القديمة الذين يتكئون على وسادة الكسل العقلى، ويظنون أنفسهم هم العالمون بالدنيا والدين، ويسعدون إذا ظل المصريون والمسلمون عالة الدول الكبرى نستورد منهم كل شىء من الموبايل حتى السيارة، برغم أن ديننا الإسلامى الحنيف يدعونا إلى إعمال العقل وطلب العلم.
فى عام 1926 أصدر طه حسين كتابه القنبلة «فى الشعر الجاهلى» فقامت الدنيا ولم تقعد، إذ حاول عميد الأدب أن يرج العقل العربى الخامل، وأن يستعيد نعمة التفكير والتأمل مرة أخرى بعد قرون من الخمول والانصياع.
ترى.. هل جسارة جابر عصفور بداية لتجاوز تخلفنا الفكرى؟





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة