بعد رصد الأخطاء والجدل حول مناهج التاريخ بالكتب المدرسية.. مثقفون يطالبون بتشكيل لجان متخصصة لإعادة كتابتها.. عبد المعطى حجازى: هناك عصور تاريخية سقطت بالكامل.. وجمال الغيطانى يدعو لتطوير طريقة العرض

بعد جدال حول كتابة منهج التاريخ فى الكتب الدراسية وحالة من الغضب، لوجود سقطات تاريخية جسيمة لبعض العصور، نشر صور لأعضاء حركة تمرد، ومغالطات حول ثورة يناير، وطالب عدد من المثقفين بتشكيل لجنة من المتخصصين لكتابة كتب التاريخ المدرسية، لما بها من أخطاء وسقطات تاريخية جسيمة، تؤدى لجهل الأجيال بتاريخ بلدهم التى هى مهد الحضارات.

أكد الكاتب الكبير جمال الغيطانى، أن التاريخ بالنسبة لى يشكل قيمة كبيرة، ولكن ما يكتب داخل الكتب المدرسية اليوم به عيوب كثيرة مثل استعراض التاريخ بطريقة تكرهك فى التاريخ، مطالباً بتشكيل لجنة من المتخصصين على أن تكون من خارج منظومة وزارة التربية والتعليم.

وأوضح الغيطانى، أن ما يدرس بداية من المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية غير متوازن، رغم أن مصر مهد الحضارة فعليا، فهناك سقطات للتاريخ الفرعونى، وأيضاً التاريخ القبطى الذى لا يدرس تماماً، ويترعرع الشباب وهم لا يعرفون أى شىء عن أهمية الكنيسة وما الدور الذى تقوم به، مضيفاً وأقترح تدريس كتاب "سندباد مصرى" لحسين فوزى لمعرفة التاريخ القبطى.

وأضاف الغيطانى، أن هناك أيضا مغالطات لمرحلة التاريخ الإسلامى والعربى، مطالبا بكتابته بطريقة موضوعية، حيث يقال "الفتح العثمانى" برغم أنه أبشع أنواع الاحتلال ويجب أن تكون هناك لجنة من المتخصصين المؤرخين.

وأشار الغيطانى، إلى مشاركته من قبل من خلال لجنة لكتابة كتب اللغة العربية لإحدى المراحل التعليمية، وفوجئت بأن اللجنة تقبل بعض الكتب مجاملة لكتابها، وكان يقال بالحرف "الكاتب مزنوق"، ومعناه أنه فى ضيقة مالية، مضيفاً وهذا لا يجب أن يكون مقياسا لوضع المناهج التعليمية، وأيضاً يوجد تحيز لناشر له علاقة باللجنة، فتتم الموافقة على كتاب له.


فيما أكد الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى، أن ما حدث فى الأيام الماضية داخل كتب التاريخ المدرسية هو سقوط عصور تاريخية بالكامل مثل العصر المسيحى الذى لا يلقى أى عناية، وتجاهل ما قدمه الخديوى إسماعيل، والعصور الأخرى تكتب بمتحيزات دينية مثل التاريخ الحديث يكتب من وجهة نظر سياسية لطبيعة النظام القائم فى مصر.

وأوضح حجازى، فى تصريحات خاصة لــ"اليوم السابع"، أنه لابد من أن نعيد النظر فى مناهج التاريخ التى تدرس بالمدارس المصرية، وتكتب على أساس فهمنا لطبيعة الثقافة التى يجب أن تتوفر لكل المواطنين المصريين والتى تمكنهم من احترام المبادئ الأساسية لوجودهم، ومعرفة تاريخهم بالكامل.

وأضاف حجازى، إننا نرى الآن مناهج التاريخ وقد تورطت فى مواقف سياسية لم يكن لها داعٍ، فعندما نتحدث عن ثورة يناير أو يونيو وعن الوقائع الأخيرة نجد أنه تمت الكتابة عنهم قبل أن تنتهى الأحداث أو تستكمل، وعدم وجود وثائق موثقة بذلك، وهذا لا يتفق مع ما يجب فى كتابة مناهج التاريخ من احترام المبادئ الأساسية واحترام الحقائق التاريخية.

وأشار حجازى، إلى أن من يكتب مناهج التاريخ المدرسية موظفون داخل وزارة التربية والتعليم، ولهذا تحدث الأخطاء والإسقاطات التاريخية الجسيمة، وطالب بأن تكتب كتب التاريخ بناء على مسابقة تعلن عنها وزارة التربية والتعليم كى يتقدم عدد من المؤرخين، وحتى لا ينفرد أحد بكتابته، مضيفاً من الضرورى طرح هذه المسابقة وفى كافة المواد التى تتبلور من خلالها شخصية المواطن المصرى مثل التاريخ والتربية الوطنية والتربية الدينية والجغرافيا.


ومن جانبه قال الكاتب الكبير فؤاد قنديل، إنه من الضرورى تشكيل لجنة من العلماء والمؤرخين، لكتابة كتب التاريخ المدرسية، وأن تكون هذه اللجنة من خارج وزارة التربية والتعليم، وتأتى عن طريق مسابقة تطرحها الوزارة.

وأوضح قنديل، فى تصريحات خاصة لــ"اليوم السابع"، أن هناك تحفظات على كتب التربية والتعليم مثل التاريخ والتربية الوطنية واللغة العربية، وهذه مجالات تحتاج إلى لجان متخصصة من خارج منظومة التربية والتعليم، لأن من يقوم بكتابه هذه الكتب هم موظفون، وهذا لا يصلح بأى حال من الأحوال ويتعين أن تكون هناك نظرة موضوعية للأحداث السياسية والحكام، لا للعاطفة أو التحيز، لأنه لا تصلح للحكم على الأحداث أو الملوك، ويجب أن تكون كتب التاريخ قابلة للتعديلات للمستجدات التى تحدث كل عام.

وأكد قنديل، أن تكون اللجنة المشكلة لكتابة كتب التاريخ المدرسية خارج الأحزاب وليس لها أى انتماءات سياسية.


موضوعات متعلقة..
التعليم: بحث ما ذكر بمادة التاريخ لـ3 ثانوى عن "تمرد" و"النور" عقب العيد.. والحزب السلفى يثمن الخطوة.. ويؤكد تعاونه مع اللجنة المشكلة من الوزارة.. و"قانونية النور" تعلق اجتماعاتها انتظارًا للنتائج