الخبر: «هنأ أيمن نور وتوكل كرمان الشعب المصرى والجيش الخالد بالذكرى الـ41 لانتصارات أكتوبر، واستفاض نور عن كرمان فى التهنئة بالدعوة لاستحضار روح أكتوبر كى نعود أمة واحدة متعايشة بخير وسلام شعبا وجيشا».
ردود الفعل على الخبر، جاءت تقريبا فى سياق واحد، فعلى مستوى المواطن العادى الذى يمثله قراء الصحف والمواقع الإخبارية المتفاعلون، تعرض نور وكرمان لسيل من الهجوم العنيف والتجريح الشديد وصل إلى وصفهما بالخيانة ودعوتهما للتركيز على شؤونهما الخاصة، كرمان بالتركيز على بلدها اليمن الذى يعانى من الحرب الأهلية وشبح التقسيم، ونور بأن يتذكر كيف تعاون مع الإخوان فى التكريس للمخطط الصهيو أمريكى، وكيف انكشف هذا التعاون المشبوه بعدما لاحت بوادر ثورة 30يونيو وأدار من منفاه الاختيارى حربا سياسية وإعلامية ضد الرئيس السيسى حتى بعد انتخابه ونظام ثورة 30يونيو.
وبعيدا عن الشتائم والتجريح والغضب البرىء، هناك سؤال أساسى وراء تهنئة توكل ونور للشعب والجيش المصريين فى الوقت الذى دعا فيه الإخوان إلى تجاهل الذكرى والتركيز على شهداء الجماعة الذين سقطوا فى 2013، هل تعنى هذه التهنئة انقساما فى معسكر المتحالفين مع التنظيم الدولى؟ وهل تمثل إشارة على انحسار الغطاء الأمريكى والأوروبى عن التنظيم الدولى وذيوله؟
الإجابة من وجهة نظرى هى «نعم» فى الحالتين، توكل تبحث عن دور فى بلدها وعن إبقاء صورتها بعيدة عن التطرف وتنظيماته، خاصة مع اندلاع الحرب العالمية على داعش وأشباهه من المتطرفين المنظمين، أما أيمن نور فهو السياسى الداهية الراغب دائما فى البقاء بموقع المنتصرين، ويمكن القياس على خطواته وتحولاته لمعرفة أين تتجه بوصلة السياسة الأمريكية فى المنطقة، ومن ثم فتهنئته الجيش والشعب المصريين إعلان صريح عن تمنياته العودة لمصر وممارسة نشاطه السياسى حسب محددات 30 يونيو، وأيضا حسب التوجيهات الأمريكية بالحرب على التطرف والإرهاب. السؤال هنا، هل يقبل الواقع السياسى بتحولات كرمان ونور؟ كثير من السياسيين هاجموا أيمن نور وتوكل كرمان وكرروا ما قاله كثير من المواطنين ورأيى الشخصى، أن علينا أن نخفف من غضبنا تجاه انتهازيى السياسة غير المنظمين فعليا فى جماعات التطرف وأن نفتح لهم بابا ضيقا للعودة والحياة وألا نترك ظهورهم للحائط طويلا، على العكس تماما من أعضاء تنظيم الإخوان الإرهابى ومن لف لفهم.