محمد فودة

محمد فودة يكتب.. مستشفى زفتى العام.. ولا فى الأحلام!!

الأربعاء، 08 أكتوبر 2014 06:49 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الإنجاز الضخم الذى تحقق فى مستشفى زفتى العام الذى يعد الآن بمثابة صرح طبى متكامل بكل ما تحمله الكلمة من معنى، يؤكد، وبما لا يدع مجالاً للشك، قدرة الإنسان المصرى على اجتياز الصعاب، ويجسد بشكل كبير أنه بالإرادة القوية وبالإصرار على النجاح وبالنوايا الصادقة النابعة من القلب، نستطيع صنع المعجزات، فقد تحول المستشفى من مبنى متهالك ومكان قبيح يشبه المستنقع إلى مبنى مجهز بأحدث الأجهزة وعلى أعلى مستوى من النظافة والجمال والروعة، وبعد أن كان مبنى سيئ السمعة، حيث يستخدمه بعض الخارجين على القانون وكراً لتعاطى المخدرات على مرأى ومسمع من الجميع، أصبح الآن مكاناً راقيا لتقديم أعلى مستوى من الخدمات الطبية، لدرجة أن من يدخله وللوهلة الأولى يشعر وكأنه بداخل مستشفى استثمارى فى العاصمة وليس مجرد مستشفى حكومى يقدم خدماته بالمجان للبسطاء من أبناء الشعب الذين ظلوا يعانون طويلاُ ويذوقون الأمرين وهم يتنقلون من مكان إلى آخر طلباً للعلاج فى أى مستشفى قريب من مدينة ومركز زفتى، بعد أن توقف العمل بهذا المستشفى أكثر من 13 عاماً.

ويشهد الله أننى لم أكن فى يوم من الأيام أنتظر شيئا من وراء قيامى بالسعى الدءوب من أجل تنفيذ مشروع تطوير المستشفى، ولم يكن فى خاطرى آنذاك إلا شىء واحد، وهو كيف أكون سببا فى رسم البسمة على وجوه أهل بلدى الطيبين الذين أشعر بالراحة النفسية وبالطمأنينة كلما التقيت بهم، نعم لم يكن فى خاطرى وأنا أسعى هنا وهناك من أجل اعتماد المبالغ المالية اللازمة للمشروع إلا أن أكون سببا فى تخفيف آلام المرضى الذين يتكبدون الكثير والكثير من النفقات فى السفر إلى البلدان المجاورة من أجل العلاج الذى هو فى الأساس من أبسط حقوقهم التى ينبغى أن توفرها لهم الدولة بالمجان وبأقل مجهود ممكن.

إن المشوار الذى خضته مع مستشفى زفتى العام لم يكن سهلاً أو مفروشاً بالورود، فأعداء النجاح كانوا يتربصون دائما لكل إنجاز يتم فى هذا الشأن، بل كانوا يتفننون فى إطلاق الشائعات تارة وفى التقليل من أهمية ما يجرى على أرض الواقع تارة أخرى أو التشكيك فى الأهداف النبيلة التى كنت أسعى إليها من وراء هذا المشروع، ولكن بتكاتف المخلصين من المسؤولين وبدعم مباشر من الدكتور عادل عدوى وزير الصحة، واللواء محمد نعيم محافظ الغربية، استطعنا أن نصل إلى المحطة الأخيرة، حيث يجرى الآن استكمال الإنشاءات والتجهيزات النهائية استعداداً لافتتاح المستشفى خلال شهر أكتوبر الجارى، شهر الانتصارات وشهر الإرادة والعزيمة والقدرة على اجتياز الصعاب.

لقد تولى اللواء محمد نعيم مهام عمله محافظا للغربية، وكان المشروع لا يزال أمامه الكثير والكثير، ولأنه رجل مشهود له بالحركة الدءوبة وبالسعى بشكل مستمر من أجل توفير أقصى درجات الراحة بالنسبة للمواطنين فى محافظة الغربية، فقد رأى فى مشروع تطوير مستشفى زفتى الهدف الذى يسعى إليه، وهو تقديم خدمة طبية على أعلى مستوى للبسطاء بالمجان، فأعطى تعليماته بشكل صريح بضرورة تذليل أية عقاب تعترض تنفيذ المشروع، ولم يكتف بهذا فحسب، بل كان يقوم بجولات ميدانية للاطلاع على ما يجرى فى المشروع بنفسه أولا بأول، فكان بحق يستحق أن نطلق عليه لقب البلدوزر، حيث لم يترك أية عقبات تعوق المشروع، فقد كان يقوم بحل المشكلات فى لمح البصر، أما الدكتور عادل عدوى وزير الصحة، فلم يكن أقل ممن سبقوه فى وزارة الصحة التى لم تتوان فى تقديم الدعم الكامل للمشروع منذ أن اعتمد الدكتور فؤاد النواوى وزير الصحة الأسبق الميزانية المطلوبة للتنفيذ.. وبكل صدق فإن الدكتور عادل عدوى وضع على عاتقه مهمة أن يخرج المستشفى فى النهاية على أعلى مستوى من حيث البناء والتشييد والتأثيث إلى جانب التجهيز بالمعدات الطبية الحديثة وتوفير كوادر طبية على أعلى مستوى فى شتى المجالات الطبية المطلوبة، وذلك بموافقته على الميزانيات الإضافية.. ويشهد الله أننى كلما تحدثت إليه عن المستشفى وعن الاحتياجات المطلوبة من حيث الاعتمادات المالية، فإننى كنت أجعل المستشفى لم يغب عن ذهنه ولو للحظة واحدة، حيث أصبح على دراية تامة بالمشروع ويعرف عنه أدق التفاصيل، وأنه يتابع معى كل صغيرة وكبيرة فيه، وذلك من منطلق حرصه الشديد على أن تتحول المستشفيات الحكومية إلى مصدر سعادة بالنسبة للمرضى وليست مصدر شقاء كما كان يحدث من قبل.

لقد اختار الدكتور عادل عدوى وزير الصحة موعد افتتاح المستشفى خلال الشهر الحالى، لأنه يعتبر أن ما تم فى هذا المشروع يؤكد أننا كشعب قادرون على تحدى الصعاب تماما كما فعل الشعب المصرى فى انتصارات أكتوبر، وهنا فإننى أرى ضرورة أن يحضر هذا الافتتاح المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء النشيط الذى لم نر رئيسا لمجلس الوزراء مثله من قبل يجعل مكانه الطبيعى وبشكل يومى فى الشارع بين الناس، ولم نر مسؤولا مثله يقضى كل وقته متفقداً المشروعات ومتابعاً لما يجرى على أرض مصر لحظة بلحظة، لذا فإننى أرى أن حضور المهندس إبراهيم محلب أصبح ضرورة ليرى بنفسه كيف تحققت المعجزة، وكيف أصبح المستشفى الحكومى يضاهى أكبر المستشفيات الخاصة، وهو ما رأيته ولمسته بنفسى وأنا أتجول داخل المستشفى مع الإعلامية ريهام سعيد التى كانت قد تابعت المشروع منذ اللحظات الأولى وسجلت ووثقت بكاميرا برنامجها التليفزيونى الشهير «صبايا الخير» الحال المتردى الذى كان عليه المستشفى منذ حوالى عامين، والمناظر التى تبعث على الحزن والأسى، كما سجلت ووثقت أيضا لحظة توقيع العقد مع الشركة المنفذة، وموافقة وزارة الصحة على الميزانية التى كانت مطلوبة فى ذلك الوقت والتى كانت تقدر بنحو 50 مليون جنيه ثم الاعتماد الأخير للميزانية الإضافية التى تقدر بمبلغ 40 مليون أخرى ليصل إجمالى ميزانية المشروع 90 مليون جنيه.، والحق يقال إن الإعلامية ريهام سعيد لم تتأخر لحظة فى متابعة هذا المشروع منذ البداية فقد تحملت مشقة السفر إلى زفتى عدة مرات وتحملت الكثير والكثير من النقد والهجمة الشرسة من أصحاب الضمائر الميتة وأصحاب القلوب السوداء، حينما كانوا يتهمونها بأنها تقوم بعمل «شو إعلامى»، ولكن الحمد لله فقد ظهرت الحقيقة وها هو المبنى بعد التطوير يقف شامخاً وشاهداً على مجهود كبير بذله المخلصون من أبناء هذا البلد من أجل البسطاء.

نعم لقد شعرت بالفخر وأناأتجول داخل المستشفى بعد أن قارب على الافتتاح، ولم أكن أتخيل فى يوم من الأيام أن تكون النتائج على هذا النحو من الروعة، فالمستشفى وبعد أن تكتمل التجهيزات اللازمة له سيصبح فى مصاف المستشفيات الاستثمارية الخاصة التى تفوق قدرات محدودى الدخل، والتى ليست فى استطاعة المواطنين البسطاء أن يدخلوها حتى ولو كزائرين، المشروع جدير بالفخر وجدير بأن نتحمل من أجله كل ما عانيناه لإلقاء الضوء عليه لحث المسؤولين على استكماله، وهنا لا أنسى الدور المتميز للإعلامى والصحفى الكبير خالد صلاح، رئيس تحرير «اليوم السابع» فقد كان بحق مثالاً مشرفاً للإعلام التنموى الذى لم يتوقف دوره عند حد النشر ومتابعة أخبار المستشفى وحسب، بل إنه ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، فقد كانت لمساته واضحة من خلال برنامجه الشهير «آخر النهار» والفضل فى توجيه ولفت نظر المسؤولين إلى أهمية المشروع وإلى ضرورة الاستمرار فى الدعم والرعاية، لأن صحة الناس أكبر بكثير من أية مبررات للتوقف بحجة عدم وجود اعتمادات مالية للإنفاق منها على المشروعات.. فقد كان ما يقوم به خالد صلاح حول هذا المشروع بمثابة حديث الصباح والمساء لتذكير المسؤولين بأن الناس البسطاء فى زفتى يعانون كثيرا بسبب عدم وجود مستشفى حكومى يقدم لهم الخدمات العلاجية التى يحتاجونها.

وهناك أيضاً أشخاص آخرون أسهموا بشكل لافت للنظر فى دعم المشروع، فقد ساعدنى محافظ الغربية السابق المستشار محمد عبدالقادر بكل ما يملك من منطلق مسؤوليته، وقدم الكثير والكثير سواء بالتشجيع أو بالتوجيه بالتنفيذ بشكل عاجل.. أيضاً قدم الدكتور محمد شرشر، وكيل وزارة الصحة بمحافظة الغربية، رعاية متكاملة واهتماما واضحا فى إنهاء الإجراءات الإدارية والموافقات المطلوبة من أجل تنفيذ المشروع فى الوقت المحدد له.

وهناك أمر مهم أود الإشارة إليه فى مشروع تطوير مستشفى زفتى العام، وهو أن هذا النجاح الكبير الذى تحقق لم يأت من فراغ، وإنما جاء بتوفيق من الله عز وجل، فقد كانت نيتى خالصة لوجه الله تعالى وذلك عن قناعة شخصية بأنه ما كان لوجه الله دام واتصل، وما كان لغير الله انقطع وانفصل، فقد كنت وما زلت اعتبر هذا المشروع حلم حياتى، وأنه التحدى الأكبر الذى أفخر بأننى خضته من أجل الناس بعيداً عن الترتيبات الانتخابية وبعيداً عن لعبة المصالح، فمثل هذه الأعمال الخيرية هى الأبقى والأدوم، وهى التى ستظل باقية على أرض الواقع، وهى التى ستكون أبلغ رد على المغرضين والمشككين والذين لا هم لهم سوى التقليل من النجاحات التى تتم على أرض الواقع، فأنا لا أعترف بالمصالح، ولا أجيد مبدأ التوازنات الانتخابية التى يحترفها البعض، كما أننى قبل هذا أو ذاك لا ألتفت للصغائر، فقد فوضت أمرى إلى الله وسعيت فى هذا المشروع وكلى ثقة فى أن الله لن يخذلنى، فالله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

أعتقد أن المستشفى وبعد أن يصبح على هذا الشكل من الجمال والنظافة، حيث من المنتظر تجهيزه وتأثيثه على أعلى مستوى، يجب ألا يتم تركه مرة أخرى فريسة للإهمال والتسيب، وهنا أطالب الدكتور عادل عدوى وزير الصحة بأن يشدد على مسألة التزام الأطباء بمعايير النظافة والنظام من أجل الحفاظ على هذا المستوى المشرف الذى سيكون وبكل صدق نموذجا يجب أن يحتذى به فى بقية المستشفيات الحكومية التى هى فى أشد الحاجة إلى الترميم والتطوير.

كما أننى أطالب أهل بلدى من أبناء زفتى بأن يحافظوا على هذا المستشفى الذى يحظى بأجمل موقع يطل على النيل مباشرة فى مدينة زفتى، فالمستشفى أصبح الآن بمثابة أمانة فى عنق أصحابه الحقيقيين، وهم المرضى الذين حرموا لعدة سنوات من هذه الخدمات الطبية التى أصبحت ملكاً لهم الآن، وأقول لهم:إننى لن أتوانى لحظة فى البحث عن كل ما يمكن أن يسعدهم، فأنا على العهد ما حييت وأننى لن أتوقف عن العطاء طالما بين ضلوعى قلب ينبض بحب زفتى وبحب أهل زفتى الذين منحونى كل هذا الحب الذى لمسته بنفسى فى كل مناسبة وطنية، فقد أعطوا من قبل المثل والقدوة فى الوطنية حينما واجهوا ظلم الاحتلال وكانوا أصحاب «جمهورية زفتى» وها هم الآن يسيرون على نفس الدرب.

وأذكرهم وأذكر نفسى بقول الله عز وجل فى سورة التوبة: «وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ»صدق الله العظيم.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة