ناصر عراق

هل الحب موهبة؟

الأربعاء، 08 أكتوبر 2014 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما أكثر الدراسات التى أجريت لفهم عاطفة الحب وكشف غموضها، وما أكثر النتائج التى توصل إليها العلماء عن ماهية الحب وأسراره، وهل ترتبط قوة هذه العاطفة أو ضعفها بالوضع الاجتماعى والطبقى للحبيب أو الحبيبة؟ ذلك أنه ما من عاطفة أثارت كل هذه القضايا مثل عاطفة العشق والغرام، ولعلك تتفق معى على أن معظم الإنتاج الإبداعى فى العالم كله يدور حول الحب بشكل رئيسى.

أتحدث هنا عن الحب بين الرجل والمرأة تحديدًا، لأن حب الأم أو الأب أو الابن يندرج تحت بند الغريزة فى المقام الأول، والإنسان - وحتى الحيوان - أسير الغريزة، ولا سلطان له عليها. انظر إلى الأم فى كل الكائنات الحية تجدها ترعى أبناءها الصغار وتحدب عليهم، وتدافع عنهم بكل قوة.

أما حب الله جل علاه، فإنه ينشأ عن حدس روحى ممزوج بقناعة فكرية تتكئ على الزهد فى ملذات الحياة، والتعفف عن الصغائر، وقد أسرف كثير من البشر فى عشق الرحمن حتى كادوا يذوبون فى بهائه ونوره كما يقول المتصوفة.

فيما يختص بالرجل والمرأة علينا الاعتراف أولا، بأن هناك سوء تفاهم تاريخيًا بين الجنسين، ينهض على جهل كل طرف بالجهاز النفسى والروحى والجسدى للطرف الآخر، وما طبيعة احتياجات كل واحد منهما، فرغبات الرجل طاغية وملحاحة ومستديمة، والمجتمع العربى يعزز الحق فى تلبية هذه الرغبات فورًا، لأنه مجتمع ذكورى يستهين بحقوق المرأة ومشاعرها أو لا ينشغل بها كثيرًا، أما حاجات المرأة فتتلخص فى تقوية شعورها بالأمان، وصب مشاعر الحنان فى روحها من قبل الرجل.

لذا أستطيع القول إن الحب موهبة، لأنه يحتاج إلى إنسان - رجلا أو امرأة - قادر على خصم جزء من وقته وأعصابه ومشاعره وماله ومنحه بكل رضا إلى الحبيب/ الحبيبة.. هذه القدرة على الخصم من الذات والمنح للآخر فى حاجة إلى إنسان يمتلك موهبة عظيمة فى العطاء.

إذن الحب موهبة مثل الشعر والموسيقى والرسم والتمثيل، وكالعادة عدد الموهوبين قليل فى كل مجتمع، ومع ذلك يجب محاولة فهم الحب وتدريب أنفسنا على العطاء.. والله أعلم!






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة