الطابور الخامس الإرهابى يكشف نفسه بنفسه بدون أى مجهود من الدولة أو الأجهزة الأمنية أو حتى وعى الشعب نفسه بالمصلحة الوطنية، يكفى فقط أن تتابع ردود الفعل على المواجهات مع الإرهابيين، لتعرف من يناصب الشعب والدولة العداء ويساعد الإرهابيين بوسيلة أو بأخرى .
مثلا، عندما يسقط شهداء من الجيش أو الشرطة، ستجد أعضاء الطابور الخامس وكأنما ابتلعوا ألسنتهم، صمت تام يشى بالتواطؤ بالشماتة والفرح فى الجرح الذى أصاب عموم المصريين، لكن لاحظ كلما نجح الجيش والشرطة فى قتل مجموعة من الإرهابيين أو الإيقاع بهم قبل أن يرتكبوا جرائمهم، نجد اللغة والكتابات المسمومة والتصريحات الإعلامية عن الاستخدام المفرط للعنف.
مثال آخر فى الحدث الذى نعيشه، بعد العملية الإرهابية الخسيسة فى العريش، عقد الرئيس السيسى اجتماعا مع مجلس الدفاع الوطنى وأصدر مجموعة من القرارات الهامة لمواجهة جرائم الإرهاب جذريا، ليس فقط بتصفية العناصر الإرهابية ولكن بمحاصرتهم وضرب كل خطوط الإمداد والمساعدة الخاصة بهم، ولأن العملية الإجرامية الأخيرة نفذها عناصر مدعومة من غزة بالسلاح والإرهابيين، كان لزاما وضع حل لمشكلة الأنفاق مرة وللأبد.
كان القرار بإزالة المنازل على الشريط الحدودى المبنية أصلا على أراضى دولة بوضع اليد وتقديم التعويض الملائم لساكنيها بسعر السوق للأراضى والمنازل، مع تخيير الأهالى بين التعويض النقدى والأراضى البديلة، وبالفعل لقى القرار استجابة بالإجماع تقريبا من سكان الشريط الحدودى، فماذا كانت ردود الفعل؟
فى المجمل كان هناك فرح من المصريين وأبناء سيناء بالقرار، لكن الطابور الخامس وداعمى الإرهاب أفصحوا عن أنفسهم بالتباكى على «عمليات التهجير القسرية والاعتداء على الممتلكات الخاصة وتشريد أهالى رفح الأبرياء وصناعة أزمة نوبة جديدة فى سيناء». لاحظ اللغة المستخدمة «تهجير» بدلا من إخلاء، واستدعاء نقل أهالى النوبة لإقامة مشروع السد العالى العظيم، لتشويه الإجراءات الأمنية التى توجع الإرهابيين، ومحاولة تصوير الأمر على غير حقيقته بأنه اعتداء من الدولة على أهالى سيناء، رغم التفهم الكامل من الأهالى وإسراعهم بعملية الإخلاء الطوعى
أقول لكم، اعرفوا عدوكم من خطابه ومماحكاته وكراهيته لكل ما يدعم استقرار الدولة سياسيا وأمنيا واقتصاديا.