قابلت الكاتب الفلسطينى الكبير «نواف أبوالهيجاء» أثناء مهرجان الشباب العربى فى بغداد سنة 77/78 وكان ذلك فى مكتب الشاعر العراقى الكبير «حميد سعيد» رئيس تحرير جريدة الجمهورية العراقية، وكنت أعمل صحفيا بدار الجماهير التى تصدر الجريدة، بعد كل هذه السنين وصلتنى منذ أسبوع رسالة كتبها «نواف» إلى الملك عبدالله الثانى ملك الأردن، وها أنا أنشرها كما كتبها بالحرف الواحد وبدون أى تدخل منى، وهذه هى الرسالة:
إلى مقام جلالة الملك الهاشمى عبدالله الثانى المحترم، من نواف أبو الهيجاء – عضو الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين. عضو اتحاد الكتاب العرب. عضو رابطة الكتاب الأردنيين عضو اتحاد الأدباء فى العراق – عضو نقابة الصحفيين فى العراق.
السلام عليكم ورحمته وبركاته ورعايته:أعرض ما يأتى متطلعا إلى قرار إنسانى من لدن جلالتكم. أنا من مواليد عين حوض – حيفا - 12 - 12 - 1942 أى أنا الآن فى الثانية والسبعين من العمر وأعانى من أمراض عدة، أهمها القلب، حيث زرع لى صمام اصطناعى إضافة إلى متاعب وضيق فى التنفس وتصلب الشرايين والضغط. لجأت إلى العراق عام 1948.وعشت هناك مع الأسرة وتزوجت من ابنة عمى الأردنية منتهى مفلح عبدالقادر أبو الهيجاء. كما ذهبت إلى سورية عام 1964 وحصلت على وثيقة سفر سورية. ثم عدت إلى العراق ومكثت من 1978 إلى 2003. وتزوجت العراقية سحر كريم إضافة إلى ابنة عمى المريضة والتى توفيت عام 2005.بعد الاحتلال الأمريكى للعراق غادرنا متجهين إلى المملكة، سمح بدخول زوجتى الأردنية منتهى وأبنائى إلى الرويشد، وأنا مكثت مع العراقية على الحدود لستة أشهر وهى كانت حاملا، وصدرت مكرمتكم الإنسانية التى بموجبها سمح بدخول الأردنيات وأزواجهن وأولادهن، ولكنى لم أشمل بها، وقيل وقتها: المكرمة تشمل فقط من هم فى مخيم الرويشد. وأنا كنت فى مخيم «الكرامة»، وبعد أكثر من شهرين ومن الجهود وما نشر فى الصحافة وولادة توأمين لى فى مستشفى الرويشد، صدر قرار وزير الداخلية بدخولنا ولمدة ثلاثة أشهر، تم تجديدها لمرتين. هكذا مكثت دون إقامة ودون إمكانية الحصول على فرصة عمل ثابت، وتوفيت زوجتى الأردنية. ولما كنت فلسطينيا سوريا فلقد طلبت من معالى وزير الداخلية السماح لى بالسفر والإعفاء من الغرامة، وذلك فى العام 2007. ولكن معالى الوزير أصدر قرارا بالإبعاد.. فى 7 آب 2007، جلالة الملك المعظم: طوال أكثر من عامين والمحاولات جارية للسماح لى بالعودة إلى الأردن والعيش مع ابنتى الأردنية حلا ومع شقيقاتى الأردنيات الثلاث ومع أهلى أبناء عشيرتى آل أبى الهيجاء والأخوال من آل دبور. لكن فى كل مرة كان الرفض هو الجواب. سيدى صاحب الجلالة: أكتب وأنشر من نحو 45 عاما وطوال هذا العمر لم أسئ للمملكة الأردنية – ملكا أو حكومة أو شعبا – ولو بكلمة واحدة. الآن أنا فى بيروت مريض ومشرد مرة أخرى وأحمل وثيقة سفر سورية صالحة إلى عام 2017. وأتطلع أنا وأسرتى وأهلى وعشيرتى إلى مكرمة من لدنكم: إلى قرار إرادة ملكية تسمح لى بقضاء بقية العمر الذى كتبه الله لى وسط أهلى وابنتى وأحفادى وأبناء عشيرتى. إننا جميعا ننتظر إرادتكم السامية بمكرمة إنسانية تليق بالأسرة الهاشمية. والله أسأل أن يديم الأمن والأمان والمحبة فى بلدنا الأردن وينعم عليكم بموفور الصحة والعافية وطول العمر. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نواف أبوالهيجاء - حامل وثيقة سفر سورية للفلسطينيين مقيم فى بيروت.