ناصر عراق

السينما ومهرجانها.. والعود أحمد!

الإثنين، 10 نوفمبر 2014 03:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أن يعود أمس مهرجان القاهرة السينمائى للانعقاد مرة أخرى بعد توقف أمر محمود لا ريب، وأن تضاء قاعات العرض من جديد شىء يدل على أن مصرنا العزيزة تستعيد عافيتها، رغم جبل المنغصات المتراكم فوق صدرها، ذلك أن ازدهار صناعة السينما فى بلد ما، هو أحد أهم الإشارات التى تؤكد أن هذا البلد عرف الطريق إلى السعادة!

أجل.. ازدهار السينما يعنى رواج الفرح والانشراح، فالسينما مصنع للأحلام، والذين اعتادوا ارتياد السينما أو مشاهدة الأفلام بانتظام هم أكثر الناس حبًا للحياة والانفعال بها والتصالح معها.

طبعًا لا يغيب عن فطنتك أننى أتحدث عن السينما الهادفة.. الجميلة.. العميقة.. مثل سينما عزالدين ذو الفقار وصلاح أبوسيف ويوسف شاهين وكمال الشيخ وحسن الإمام وعاطف الطيب ومحمد خان، وبركات الذى يحتفل المهرجان بمئويته هذا العام.

هذه هى السينما التى أسهمت بنصيب وافر فى تشكيل وجدان الملايين والارتقاء بذائقتهم، ولما كانت هذه السينما الآسرة رائجة ومنتشرة يقبل عليها المصريون باهتمام وحفاوة، لم تستطع الأفكار المتخلفة أن تشق لها طريقا فى عقول الصبية والشباب الصغير، لأن السينما ترقق مشاعرك فتجعلك تتقبل كل الأفكار والآراء مهما بلغ بها الشطط، وتدفعك السينما بعصا ساحرة إلى حب الناس والعمل على أن تصير الحياة أكثر عدلا وجمالا.

أذكر جيدًا أننى فى طفولتى فى شبرا الخيمة، كانت منطقتنا تضم أكثر من 3 دور عرض سينمائية، وعلى بعد 3 كيلو متر فى شارع شبرا تستقر بعض دور العرض الأخرى، وكنا نواظب على ارتياد هذه الدور لمشاهدة الأفلام الجديدة والقديمة بأسعار معقولة فى أواخر الستينيات وحتى نهاية السبعينيات من القرن الماضى، والآن أين ذهبت هذه الدور؟ وكيف قضى عليها واندثرت حتى صارت إلى الأطلال أقرب؟

مع اختفاء كل دار عرض يؤسس المتشددون بدلا منها زاوية لنشر التخلف والتعصب، وهو ما حدث فى العقود القليلة الماضية، لذا على الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة والناقد الكبير سمير فريد، رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولى/ الدورة 36 وجموع العاملين بهذه الصناعة، أن يواصلوا عملهم بدأب لإعادة البهاء للسينما المصرية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة