استغاث السلطان العثمانى بمحمد على باشا والى مصر لمواجهة الثورة الوطنية فى اليونان ضد الأتراك، ولاقى هذا المطلب هوى لدى «الباشا» الحالم بأن يتحول شرق البحر المتوسط إلى بحيرة مصرية، بعد أن خطط لضم سوريا إلى مملكته فى وقت لا حق.
جهز محمد على جيشه بقيادة ابنه إبراهيم باشا، وزحف إلى اليونان التى كانت تعيش تحت «الحذاء التركى» منذ ما يقرب من قرنين، وكان ذلك عام 1823، ومن نصر إلى نصر واصل إبراهيم معاركه، حتى كان تحالف الدول الكبرى التى دمرت الأسطول المصرى فى «نافارين»، وبلغت خسائر الجيش المصرى نحو ثلاثة آلاف جندى وضابط فى هذه المعركة.
هى قصة تداخل ثلاث دول عبر التاريخ، مصر وتركيا واليونان التى جاء رئيس وزرائها «انتونيس سامراس» إلى مصر، واجتمع أمس الأول مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، ومعهما الرئيس القبرصى «نيكوس أنستاسيادس» كدولة رابعة، أضيفت إلى قضية التداخل، وفى اجتماع الرؤساء الثلاثة من الطبيعى ألا تغيب تركيا التى تتدافع خطوتها فى تصدير القلق والتوتر إلى مصر، بتأييدها لجماعة الإخوان وتجاهلها لإرادة الشعب المصرى فى ثورة 30 يونيو، وبخلاف علاقتها الثأرية مع اليونان منذ قرون، يقع جزء من قبرص تحت هيمنتها، وسلخته عن الأراضى القبرصية، وحاولت ترويجه دوليا فى سنوات سابقة، وظل مسمى «القبارصة الأتراك» بزعامة الراحل «رؤوف دنكتاش» يؤكد على طائفية ما تفعله تركيا كوسيلة لمحاربة اليونان من على أرض أخرى، وكأنها تعاقب شعبها على ثورته الوطنية التى اندلعت فى 25 مارس 1821، ولم يستطع محمد على وابنه إبراهيم، وقف الإرادة الوطنية لهذا الشعب ضد الاحتلال التركى.
فى محطات التاريخ أيضا مواقف على العكس مما حدث مع محمد على باشا، فالعلاقة بين تركيا وثورة 23 يوليو 1952، لم تكن طيبة فى مواقف مفصلية، ومنها مثلا قرار الحكومة المصرية يوم 4 يناير 1954 برفع الحصانة الدبلوماسية عن فؤاد طوغاى سفير تركيا فى القاهرة، واعتباره شخصا عاديا، مع طرده من مصر، وإبلاغ هذه القرار للحكومة التركية، وذلك بسبب عبارات سخيفة وجهها إلى جمال عبدالناصر أثناء افتتاح موسم دار الأوبرا، ولم يرد عليه عبدالناصر، وإنما أدار له ظهره، وفى تواريخ لاحقة من الخمسينيات، كانت تركيا هى رأس الحربة فى تكوين «الحلف الإسلامى»، و«حلف الشرق الأوسط» بإيعاز من أمريكا وبريطانيا وذلك لمواجهة حركة التحرر العربى بقيادة جمال عبدالناصر
وفى العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، وما سبقه من قرار تأميم قناة السويس كان موقف الشعب اليونانى عظيما وتجسد فى بقاء المرشدين اليونانيين فى تشغيل السفن العابرة للقناة، مما ساهم فى ضرب المخطط البريطانى الذى كان يستهدف وقف الملاحة فى القناة، وإظهار مصر كدولة عاجزة عن تشغيل القناة، وأثناء عملية التأميم والعدوان الثلاثى، كان «الأسقف مكاريوس» أول رئيس قبرصى بعد استقلال قبرص على طول الخط مع جمال عبدالناصر فى قضية مصر الوطنية.
هذا الاستدعاء التاريخى ليس مجرد ذكريات مضت، ورغم تبدل الظروف، إلا أنها تحضر بقوة الآن فى سياق ما تفعله تركيا ضد مصر.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن
خلينا فى الحاضر ... دول مفلسة .. وأخذوا مع إسرائيل 3 آبار غاز عملاقة من مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
الفيومى الناصرى
مثلث الشر وحدود مصر المنهوبة
عدد الردود 0
بواسطة:
أبا تسا جحون
مصر و اليونان وقبرص وبينهم تركيا
عدد الردود 0
بواسطة:
شو إعلامى
حلف المفلسين ..
عدد الردود 0
بواسطة:
الوفدى
وفد غير الوفد ..
عدد الردود 0
بواسطة:
كان سقراط يسأل ويتسائل
إحترام القضاء واجب
عدد الردود 0
بواسطة:
سليمان الحكيم
جدار العار
عدد الردود 0
بواسطة:
الطاووس و النعامة
الدكر الحقيقى وحرب الغاز
عدد الردود 0
بواسطة:
عماد رزق
تركيا الأرهابيه
عدد الردود 0
بواسطة:
سبعاوى
من 1 الى 7 نفس الفصيله