ناصر عراق

اقتراحات شاب لحل مشكلات مصر!

الأربعاء، 12 نوفمبر 2014 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اقترب منى بأدب وهمس متسائلا إنْ كنت أنا فلان؟ تأملت ملامحه باهتمام، فقد كان شابًا مزودًا ببشرة خمرية وعينين براقتين وجبين عريض وأنف أفطس قليلًا، أما شعره فمجعد ومصفف بطريقة منمقة. كنت أجلس فى مقهى بباب اللوق، فدعوته للجلوس.لم يتردد وجذب كرسيًا ليصبح وجهه أمامى مباشرة.

أخبرنى عن اسمه وعن أنه تخرج فى كلية الهندسة بجامعة القاهرة العام الماضى، وأنه شارك بحماسة فى ثورتى يناير ويونيو، وأنه فقد ثلاثة أصدقاء أعزاء فى خضم هذه الأحداث الجسام بحسب تعبيره. ثم باغتنى بقوله: (يا أستاذ.. عندى اقتراحات لحل كل مشكلات مصر). ابتسمت وقلت مداعبًا: (كل المشكلات). التقط الدعابة ولم ينزعج، بل أضاف بثقة: (أجل.. بشرط أن تنفذ اقتراحاتى بجدية وإتقان).

لم يشأ أن يتناول شيئا، لكنى أصررت على ذلك، فطلب شايًا بدون نعناع! ثم بدأ يتلو على ما تيسر من أفكار وأراء بدأها بسؤالى: (هل توافقنى على أن جوهر مشكلات مصر يتلخص فى الخصام الشديد بين الجغرافيا والجسد الإنسانى؟)، رفعت حاجبى الاستفسار، فلم يتأخر، وواصل شارحًا: (إن الطبيعة وفرت لكل كائن حى مساحة جغرافية ليتحرك فيها بحرية ودون منغصات، فإذا انكمشت هذه المساحة وانضغطت أصيب الكائن الحى بالاضطراب والارتباك، ونحن فى مصر نعانى من طغيان الكتل البشرية على المساحة الجغرافية المتاحة فاعترانا الاكتئاب والهموم..)، قاطعته قائلًا: (لعلك تقصد القاهرة تحديدًا؟). هز رأسه موافقًا لكنه أضاف سريعًا: (القاهرة هى النموذج الأسوأ لاعتداء البشر على الجغرافيا، لكن مصر بشكل عام تشهد نماذج متعددة من هذه الاعتداءات).

توقف لحظة عن مواصلة الكلام حين صاح أحد الزبائن لاعنا الزمن والحكومة لأنهم سحبوا منه رخصة القيادة دون مبرر كما زعم، ابتسم الشاب وهو يعاين الزبون بأسى، ولم يعلق ثم استطرد هاتفًا: (علينا أن نعمل فورًا لنقل 10 ملايين إنسان من القاهرة وتوطينهم فى أماكن أخرى تبعد عن القاهرة مسافة 300 كيلو متر على الأقل)، ثم أضاف بحماسة (بشرط أن ننتهى من هذه العملية فى ظرف عامين على الأكثر).
دهشت وسألته: (كيف؟).

غدًا نواصل.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة