كنت أعتقد أن انطلاق مهرجان القاهرة السينمائى هذا العام فرصة لإعلاء شأن القاهرة كعاصمة تسترد هيبتها الثقافية، فى توقيت نسى فيه الناس مصر المبدعة، كنت فى حاجة إلى ضيوفك الذين جاءوا ليؤكدوا أنك على صواب، وأن الظلاميين الذين يروعون المارة ويهددون حدودك ويحاربون جيشك الوطنى لن يقدروا على إطفاء الأضواء فى قاعات العرض، تشعر هذا العام أن أشخاصًا غامضين داخل الدولة يحاربون المهرجان الوطنى، كان ينبغى أن تفرش الصحف سجاجيدها أمام الحدث، وتعطى إجازة للمحللين السياسيين والاستراتيجيين والقانونيين والأمنيين، لكى يلتقط الناس أنفاسهم بعد سنوات من الركض فى متاهات الخوف، لا تعرف من المسؤول عن نقل حفل الافتتاح بعيدا عن دار الأوبرا.
نعرف أن مهرجان الموسيقى العربية الذى ظلم السينما وبعث حفل عرسها إلى القلعة صنع حالة جميلة بين الناس المهتمين بالغناء، وأنه كان موفقا رغم المتابعات الصحفية الهزيلة، ولكن مهرجان القاهرة السينمائى الدولى كان يحتاج اهتمامًا أكبر من الدولة، الناقد السينمائى الكبير سمير فريد رئيس المهرجان ليس عدوا لأحد، وهو من رموز الثقافة المصرية، وطموح، ونجح هذه المرة فى الدفع بوجوه جديدة تعبر عن مصر الجديدة، المهرجان لن يفشل بالطبع لثقل مصر الثقافى والفنى التى لا يعرف قدرها المسؤولون، المسؤولون الذين لا يعرفون أن مهرجانا كهذا باستطاعته أن يصحح الصورة التى روج لها الإعلام المعادى فى الخارج، ضيوفك من السينمائيين والنقاد الأجانب والعرب هنا لأنهم يعتقدون أنك فعلت الصواب فى 30 يونيو، وكان ينبغى أن تظهر لهم اهتمامك وامتنانك.. بس تقول لمين؟