حازم عبد العظيم

تكنولوجيا تغيير الأنظمة

الأربعاء، 12 نوفمبر 2014 09:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جوليان آسانج مؤسس موقع ويكيليكس أصدر مؤخرًا كتابا مثيرا للانتباه، يكشف علاقة جوجل بالمخابرات والخارجية الأمريكية. جوجل الشركة الأشهر فى العالم فى مجال تكنولوجيا المعلومات نشأت فى عام 1998 وأسسها لارى بيج وسيرجى برين بدعم ورعاية من وزارة الدفاع الأمريكية DARPA ومن الطبيعى التساؤل، هل كان لديهم بعد نظر عن توقعهم أن يتحول هذا المشروع البحثى لأقوى سلاح معلوماتى فى العالم؟ استطاعت جوجل بمهارة فنية وعلمية فائقة أن تحتل المرتبة الأولى عالميا فى مجال البحث على الإنترنت، إذن هى شركة لديها ماكينة عملاقة لاستيعاب كل المعلومات على الكرة الأرضية من جانب، واتصال بملايين البشر على الجانب الآخر. قوة ضاربة معلوماتية تتعدى القوة العسكرية فى عصرنا الذى نعيش فيه، ثم بدأنا نسمع عن حروب الجيل الرابع وقودها المعلومات والاتصالات والإعلام و تحريك جماعات عنف غير رسمية لتخدم أهداف الإدارة الأمريكية عن بعد VNSA Violent Non_State Actor ونموذج جلى وواضح وضوح الشمس هم جماعة الإخوان ودورهم الخائن للدولة المصرية فكرًا وفعلًا، فيبدو أن الإدارة الأمريكية أعادت تعريف التسليح الاستراتيجى من التسليح العسكرى إلى التسليح المعلوماتى، فالمعلومة أصبحت أقوى من الرصاصة. هكذا يفكرون وبالتالى لابد أن يحدث تزاوج وانخراط تام بين هذه الأسلحة المعلوماتية وسلطة الدولة وأجهزة مخابراتها، فأصبحت شركات مثل جوجل وتويتر وفيسبوك ما هى إلا عناصر تسليح معلوماتية ضمن ترسانة الأسلحة الأمريكية.

هذا ما أشار إليه جوليان آسانج فى كتابه المثير، متحدثا عن جوجل تحديدًا، وأن كثيرا من كبار قيادات شركة جوجل لهم سابقة أعمال فى جهاز الاستخبارات والخارجية الأمريكية، وخطورة وأهمية هذا الكلام أنه ليس استنتاجا ولا استنباطا ولكنه من واقع معلومات مثبتة من خلال تسريبات ويكيليكس التى يدير موقعها آسانج نفسهو، وقد ركز آسانج فى كتابه عن تتبع سيرة وتاريخ ومراسلات المدعو جاريد كوهين الذى سمعنا عنه بعد مقابلته وائل غنيم فى 27 يناير 2011 قبل القبض عليه بساعات قليلة. جاريد كوهين قبل 2010 كان يعمل بالخارجية الأمريكية تحت رئاسة كوندليزا رايس ملكة الفوضى الخلاقة، ثم الحرباء هيلارى كلينتون التى كانت تؤيد مرسى علنا وبفجاجة وقت انتخابات الإعادة بين الفريق أحمد شفيق والإخوانى الخائن محمد مرسى، يعنى جاريد كوهين تمت رعايته وتربيته جيدًا، ويأتى من مطبخ له توجهاته الواضحة، وفى إحدى التسريبات فى عام 2009 طلب كوهين من رئيس شركة تويتر جاك دورسى تأخير الصيانة الدورية لخدمات تويتر فى هذه الفترة للسماح باشتعال الثورة الإيرانية عبر موقع تويتر، وفى ورقة عمل كتبها كوهين واريك شميدت، رئيس شركة جوجل، للمجلس الأعلى للشؤون الخارجية، ذاكرًا ما قلته سابقًا: «إن التحالفات العسكرية للدول الديمقراطية يمكنها عمل نفس الشىء عن طريق تكنولوجيا التواصل».. كلام واضح. جوليان آسانج قال: إن دور جاريد كوهين تعدى مجرد مدير للأفكار وتشجيع التنمية الابتكارية للمجتمعات إلى التدخل فى شؤون الدول.. وهذا عمل تقوم به دول وأجهزة مخابرات، وقال لفظا: إن اللقب الأنسب لوظيفته هو «مدير تغيير الأنظمة السياسية» ويقول بناء على تسريبات للبريد الإلكترونى:إن لقاء كوهين بوائل غنيم ثم القبض على وائل وخروجه من السجن سيمثل رمزا يمكن للإعلام الغربى استغلاله، ودائمًا ما يحضرنى سؤال: إذا كان وائل غنيم فعلًا متخابرا، لماذا تم الإفراج عنه وبالتالى تنفيذ مخطط كوهين والإدارة الأمريكية مثلما قال آسانج بالحرف! هناك احتمالان لا ثالث لهما: إما أنه برىء فعلًا وتم التغرير به فتم الإفراج عنه، وإما أنه غير برىء وتم الإفراج عنه لغرض لم يفهمه أحد إلى الآن.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة