انتظروا المزيد والمزيد من التفجيرات والعمليات العشوائية من الإرهابيين المنسوبين لجماعة الإخوان وحلفائها من الجبهة السلفية والقواعد المارقة من الدعوة السلفية وأنصار حازم أبوإسماعيل، وهو التيار المدعوم إعلاميا من مراكز بحثية وصحف أمريكية تسعى باستماتة لحمايته باعتباره تيارا سياسيا وليس إرهابيا. ما يحدث من تفجيرات صغيرة وعشوائية فى القاهرة والمحافظات تستهدف أكبر قطاع من المصالح الحكومية والمرافق ووسائل المواصلات وأقسام الشرطة ورجالها والمدارس والمستشفيات، هى بروفة متكاملة لما يخطط له الإخوان والسلفيون من فوضى يوم 28 نوفمبر، اليوم الذى كشفت عنه الجبهة السلفية ووصفته بأنه ثورة الإسلاميين.
ثورة الإسلاميين هذه هى محاولة ضمن محاولات كثيرة سابقة وفاشلة لإعادة القاهرة إلى الفوضى بدعم مادى وغطاء سياسى غربى أمريكى صهيونى أكثر منه أوروبى، وهى تترافق مع النشاط المكثف للرئاسة والحكومة على المستوى الاقتصادى، فمن المرعب لأعداء هذا البلد أن يستعيد عافيته وأن ينطلق بعيدا عن الأزمات الاقتصادية وأن يتجاوز كليشيه أنه بلد موبوء بالإرهاب طارد للمستثمرين.
التفجيرات الأخيرة تكشف بشكل حقيقى ومؤكد أن الإخوان وقطاع بارز من السلفيين فى «لباس» واحد، يخططون معا، وينسقون معا، وبمعنى أدق فإن قواعد السلفيين فى الجبهة السلفية أو فى الدعوة السلفية أو فى الجماعات والمجموعات الشاردة الأخرى ليست تحت سيطرة أحد إلا مكتب إرشاد الإخوان بشكل مباشر، أو من خلال عناصر التخريب المنتشرة فى القاهرة والمحافظات ميدانيا لقيادة عمليات الإرهاب، فإذا اتفقت توجهات قيادات السلفيين معها كان بها مثلما حدث مع ما أعلنته الجبهة السلفية فى بيانها، وإذا لم تتفق تكون الغلبة لتوجهات الإخوان التخريبية، والدليل على ذلك ما يحدث فى مناطق عين شمس والمطرية وحلوان والمحلة وبنى سويف كل جمعة.
الآن حزب النور والدعوة السلفية على المحك، إما أن يسيطر قيادات الدعوة والحزب على القواعد الحزبية، بحيث تعبر تعبيرا دقيقا عما يعلنه القيادات من أفكار ومواقف فى وسائل الإعلام، أو أن ينزاح الحزب و«الدعوة» تدريجيا إلى معسكر الأحزاب الورقية، قيادات بعيدة عن الشارع ولا تسيطر وليس لها تأثير، وهنا قد يتم الإطاحة بالحزب والدعوة السلفية أصلا.