لو قطر «ماسكة» ذِلة على مصر، لن تتصرف الحكومة بخنوع وخضوع للقصر الأميرى فى الدوحة، مثلما تتصرف الآن، ففى الوقت الذى أعلنت فيه كل من الإمارات، والمملكة العربية السعودية، والبحرين، تضامنها مع مصر ضد قطر، وسحبوا سفراءهم من الدوحة، فإن القاهرة لم تحرك ساكنا وتسحب سفيرها، أو تطرد السفير القطرى من القاهرة.
يتكرر الأمر هذه الأيام، حيث أعلنت كل من الإمارات، والبحرين، الانسحاب من بطولة العالم لكرة اليد، المقرر إقامتها فى الدوحة مطلع العام المقبل، حيث ذكر الاتحاد الدولى لكرة اليد فى بيان مقتضب، انسحاب البحرين من البطولة، وقال مسؤولون فى الاتحاد البحرينى لكرة اليد، إن قرار المنامة بالانسحاب من بطولة العالم فى قطر، «جاء لأسباب تتعلق بالخلاف السياسى بين البلدين».
كما أعلن الاتحاد الاماراتى لكرة اليد انسحاب منتخبه أيضا من نفس البطولة، وقال ماجد سلطان رئيس المكتب التنفيذى للاتحاد الإماراتى للعبة: «أرسلنا رسالة إلى الاتحاد الدولى لكرة اليد تفيد بانسحابنا رسميا من مونديال اليد المقبل فى قطر».
جاء انسحاب الدولتين الخليجتين احتجاجا على نهج قطر لسياسة العداء لجيرانها، والتدخل السافر فى الشأن المصرى، وإطلاق «لسان» قناتها الجزيرة لإثارة الفوضى فى عدد من العواصم العربية، وعلى رأسها القاهرة.
تأتى هذه القرارات، فى الوقت الذى أعلن فيه الدكتور خالد حمودة رئيس اتحاد كرة اليد المصرى، أنه اتفق مع المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة، على مشاركة منتخبنا الوطنى فى البطولة التى ستقام بقطر يناير المقبل.
وأكد رئيس الاتحاد أن وزارة الرياضة صرفت الدعم المخصص لإعداد المنتخب لبطولة العالم، مؤكدا أن الرياضة ليس لها علاقة بالسياسة، وأن انسحاب مصر من البطولة سيضعها تحت قائمة كبيرة من العقوبات التى تؤدى إلى انهيار اللعبة بالبلاد.
لا يا راجل؟! وهل قرار الإمارات والبحرين سيؤدى إلى انهيار اللعبة فيهما، فلتذهب اللعبة إلى الجحيم فى حالة تسببت فى إهانة المصريين !! الحقيقة أن قرار اتحاد كرة اليد المصرى، وموافقة وزير الرياضة، بالمشاركة فى البطولة المقامة على الأراضى القطرية، عار، وفضيحة، وإهانة بالغة للمصريين جميعا، وإصرار بالغ على السير عكس اتجاه مشاعر الناس الرافضة للمشاركة فى أى فعاليات تجرى على الأراضى القطرية.
ألا يشعر كل من رئيس اتحاد كرة اليد المصرى، ووزير الشباب والرياضة، بالخزى والعار، وهما يريان انسحاب البحرين والإمارات، فى حين تشارك مصر؟
الحقيقة أن قرار مشاركة مصر فى هذه البطولة، خيانة وطنية كبرى، وفضيحة «بجلاجل» للقاهرة، يستدعى معها تدخل الرئيس شخصيا، ورئيس حكومته، لإصدار قرار سياسى بالانسحاب من بطولة الخنوع والخضوع والإذلال للمصريين.