بالطبع النخب المصرية أدمنت الفشل، أغلبية الشعب ضدها، ويصدق ما يروج عنها من تربح وكسب غير مشروع، لأنها لم تقدم ما يقنع الشعب بأهميتها، وتستمد مكانتها من الخارج وليس من الشعب، بينما النخب السياسية تلهث وراء مقاعد مجلس النواب أو «الاتجار باسم الرئيس السيسى»، تكتلات وجبهات يمول معظمها من الخارج وتحاول فرض نفسها عبر فضائيات يهيمن عليها إعلاميون يهيلون التراب على ثورة 25 يناير ويهينون نضال الشعب المصرى ودماء الشهداء لصالح عودة لجنة السياسات الفاسدة، ووجدوا فى قطاعات من اليسار «محلل سياسى» لفسادهم، ولا يوجد سوى المستشارة تهانى الجبالى، وحركة الدفاع عن الجمهورية، وحزب المصريين الأحرار، وحزب حماة الوطن، وتمرد، وقطاعات من الشباب المستقلين، وحدهم يحاولون السباحة ضد التيار، تحكمهم أجندة وطنية ويسعون لتحقيق سياسات وطنية تهدف لخدمة مصر، ولكن مولد سيدى الجنزورى والطرق السياسية «الفلولية» تحاول الانقضاض على كل شىء.. ولما لا؟.. و شفيق وأعوانه فى الداخل والخارج يغدقون عليهم الأموال من حيث لا يحتسبون.
على الجانب الآخر من الضفة.. النخب القبطية التى لم تعد تملك من إرادتها شيئا، تارة تتحلق حول عمرو موسى، وأخرى حول أحمد شفيق، وثالثة حول مقاولى الانتخابات، وتلخص النخب القبطية نضالات الأقباط فى عودة سيدة هاربة من زوجها، أو افتعال مشكلة من «رهبان» حول السيطرة على آلاف الأفدنة.
المنظمات المدنية التى دفعت الدم، مثال اتحاد شباب ماسبيرو، تعمدت جهات أمنية وكنسية لتجنيد البعض وإحداث الانقسامات، بل تحويل البعض منهم لمرتزقة أو نصابين، وحتى قداسة البابا الوطنى تواضروس الثانى لم يسلم من تداخلات أزلام الحرس القديم من البلاط البابوى السابق» الذين جندوا بعض المرتزقة وفتحوا لهم مواقع فى الخارج للهجوم على البابا، لكن كل ذلك لا علاقة له بنضال المواطنين الأقباط ولا باستحقاقاتهم الوطنية والروحية. نحن أمام شعب يضحى ويدفع من دمائه ضد الإرهاب.. ونخب مهترئة ليست محل احترام هذا الشعب. سينتصر شعبنا.. وسيحقق أمانيه الوطنية وستذهب هذه النخب إلى مزبلة التاريخ، لأن تلك النخب كل ما تسعى إليه هو مصالحها الشخصية، وستبقى مصر والكنيسة شامختين.