بالفيديو.. فيل صغير يحقق انتصارًا تاريخيًا على 14 من ملوك الغابة

واحد من صغار الفيلة القادرة على العيش 65 سنة كمعدل، وبالكاد عمره 8 أعوام، أثبت بالدليل أن "ملك الغاب" الحقيقى ليس الأسد الأغرّ، بل الفيل إذا قاوم وأراد، فقد ألحق هزيمة مشهودة بعصابة أسود جائعة، أقبلت عليه قرب النهر وفاجأته وانقضّت عليه، طامعة به كوجبة غداء عند الظهيرة، فعاند وقاومها، وكانت معركة على البر وفى الماء، انتهت بعد 3 دقائق بفرار 14 أسداً أمام الفيل المراهق.

كل شىء حدث على مرأى من صحفى أمريكى اسمه جيسى ناش، كان مع آخرين، بينهم بروفيسور جامعى أمريكى، وآخر بريطانى، وكاتبة أسترالية متخصصة بالرحلات، ممن شاركوا فى رحلة "سفارى" للتنزة بمحمية "ثاوث لوانجوا" الشهيرة فى زامبيا، ودليلهم فيها مرشد سياحى اسمه نورمان شينزومبو، ومعه كاميرا تصوير.

فجأة مرت سياراتهم بضفة نهر، وجدوا عندها تجمعًا من 14 أسدًا، وقد أحاطوا بفيل صغير وهو يجاهد محاولاتها للانقضاض عليه وتركيعه على الأرض، ليسهل عليها غرز أنيابها فى رقبته بشكل خاص، والإجهاز عليه لالتهامه، لكنها لم تفلح فى كل مرة انقضت عليه فيها، لأنه كان يعاند ليمنعها من الاستمرار عما كانت ممعنة فيه، محاولاً فى الوقت نفسه الخروج من ساحة المعركة، لكن الأسود ثابرت عليه بدافع جوع واضح جعلها أكثر رغبة بالافتراس.

وحاول 3 أسود اعتلاء ظهره لإنزاله إلى الأرض، فى وقت كانت البقية تتجول حوله لمزيد من الإرباك وهو ماض إلى النهر للتخلص منها، فاستطاع تشتيتها بعض الشىء حين استدار، ثم تابع طريقه إلى النهر، بينما بقى أسد متشبثاً بظهره، حتى نجح وهو فى الماء من إبعاده، لكنه أخطأ لوجستيًا بعودته إلى البر من جديد، لذلك راح الصحفى ومن معه يبدون قلقهم من عودته، وفق ما نسمعهم فى الفيديو.

ثم تنبه الفيل الصغير إلى أن الأسود تخشى ورود الماء، وقد لا تتبعه إذا مضى إليه ثانية، وكان محقاً، لأنها ترددت فى اللحاق به، إلا قلة فعلتها لثوان ثم تراجعت خائفة بعد أن استدار نحوها، عندها مضى إلى الماء مرتاحاً أكثر.

لكن واحداً من الأسود، ربما شعر بالإذلال وهو يرى فيلاً صغيراً يتحدى "ملوك الغابات" كأنه هو الأسد وهى غزلان طرائد، فعاند وظل وراءه فى الماء وهو حذر.. لاحظه الفيل وخشى أن تقلده البقية، لذلك قرر بالهجوم كخير وسيلة للدفاع: استدار وبدأ يجرى وراء السائل لعابها عليه، فراحوا يفرون فى ذعر جماعى، طبقاً لما نرى فى الفيديو الذى تعرضه "العربية.نت" نقلاً عن وسائل إعلام عالمية بثته فى مواقعها أمس.

الرجل الذى صور هزيمة الأسود أمام الفيل هو مرشد الرحلة، وذكر بعدها للصحفيين أنه لم يرَ طوال سنوات من عمله كدليل سياحى ما يشبهها، ثم لخص رأيه بالفيل وبما فعل وقال: "شعرنا بالقلق عليه فى إحدى اللحظات، لكنه كان شجاعاً ومدركاً لقوته، لذلك سميناه هرقل المقاتل"، على حد تعبيره.