ما فائدة زيارة السيسى لإيطاليا وفرنسا؟

الجمعة، 14 نوفمبر 2014 10:05 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نهاية الشهر الجارى سيحل الرئيس عبدالفتاح السيسى ضيفاً على عاصمتين أوروبيتين لهما من الأهمية ما يستوجب التوقف أمامهما، فالرئيس سيزور روما وباريس فى أول جولة أوروبية له منذ أن أصبح رئيساً لمصر، وللدولتين دور مهم فى عدد من القضايا الدولية والإقليمية الساخنة والتى تحظى باهتمام عالمى، كما أن موقفهما من ثورة 30 يونيو كان منحازاً لإرادة المصريين الذين انتفضوا ضد حكم جماعة إرهابية أرادت أن تجعل مصر جزءا من مشروع خلافة يسيطر عليه الإرهابيون. إذن نحن أمام جولة مهمة ترتبط أساساً بما هو مطروح على جدول أعمالها، المتنوع بين علاقات ثنائية وقضايا إقليمية مشتركة، فالثنائيات ستأخذ حيزاً كبيراً من النقاش خاصة مع الترتيبات التى تجريها القاهرة حالياً لعقد القمة الاقتصادية فى مارس المقبل، والتى تنتظر مشاركة كبيرة من الدول والمستثمرين الأجانب الذين يبحثون عن فرص استثمار آمنة فى مصر، ولعل الدولتين مهتمتان بالفعل بالاستثمار فى مصر.

كما ليس خافياً إجماع الدول الثلاث على نبذ الإرهاب والعمل على مكافحته، لكن ربما تكون آليات المواجهة مختلفة عليها حالياً، فمصر مقتنعة عن حق بأن الإرهاب لا يقتصر على داعش فقط وإنما هو مرتبط بجماعات تصدر التطرف والإرهاب، وللأسف تلقى دعما سياسيا من دول غربية كبرى تحت مسمى الدمج أو المشاركة السياسية، ودعما ماديا من دول فى الإقليم ترغب فى إحداث فوضى فى الدول الكبرى ومن بينها مصر، لذلك فإن اللقاءات التى سيجريها السيسى فى روما وباريس ستكون كفيلة بفك هذا الالتباس، وتوضيح وجهة النظر المصرية القائمة على أن الإرهاب واحد فى كل الدول، وأن جماعة الإخوان المصنفة فى مصر بالإرهابية هى المنبع الذى خرجت منه جماعات التطرف والإرهاب فى العالم، لذلك فإن من المهم التكاتف لمواجهتها ومواجهة من يمولونهم ويدعمونهم سياسيا. الزيارة أيضاً تأتى عقب القمة المصرية القبرصية اليونانية، والتى أثارت غضباً شديداً فى تركيا، كونها تؤسس لتحالف يدعو إلى الاستقرار بين الدول المتوسطية، على عكس ما تسعى إليه تركيا أردوغان، وربما تتشارك مصر وفرنسا وإيطاليا فى هذه الرؤية، خاصة أن الدول الثلاث من الركائز الأساسية فى الإقليم المتوسطى، الذى يحتاج أيضاً إلى تفاهم بين القاهرة وروما وباريس حول حل للأزمة الليبية التى باتت تهدد ليس أمن دول الجوار فقط وإنما كل دول الإقليم والبحر المتوسط، وربما تكون الفرصة مناسبة للبحث عن حلول حقيقية للحل، انطلاقاً من المبادرة المصرية التى تأخذ مساراً إيجابياً حتى الآن بين دول الجوار، لكنها تحتاج لدعم دولى يساعدها فى الضغط على الجماعات الإرهابية والظلامية فى ليبيا، لكى تتخلى عن السلاح، وتدخل فى حوار وطنى وشامل ينهى الأزمة من جذورها.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة