الإيكونومست: مسلسل يثير الجدل فى تركيا لسخريته من رجل دين

ذكرت مجلة الإيكونومست البريطانية اليوم السبت أن الكاتب التركى شيتين ألتان قال مرة لصديقه إن الأفلام التركية "لا تجرؤ على تصوير إمام فى صورة محتال أو جنرال باعتباره شاذ جنسياً".

وقالت المجلة إنه لعقود أحجم المخرجون الذين قدموا أعمالهم تحت ضغط الجيش عن تجسيد الجيش فى صورة قد تثير استياءه أو انزعاجه، لكن على عكس رؤية ألتان، كان الائمة هدفًا للهجوم المباح.

وأشارت المجلة إلى أنه عندما تولى حزب العدالة والتنمية الوسطى التركى السلطة قبل 12 عامًا، شعر المسلمون الأتراك أنهم استعادوا كرامتهم، لذلك عندما قامت قناة "إيه تى فى"، الموالية للحزب، ببث سلسلة مصغرة الشهر الماضى تظهر بطل الرواية الرئيسى لصافى هيئة رجل دين (إمام)، يلقب بـ "السحلية" لسلوكه الملتوى، كان ذلك بمثابة "صدمة".

ونوهت المجلة بأن السلسة جذبت على الفور الملايين من المشاهدين وغضب الأئمة الرسميين فى تركيا، وطالبت مديرية الشؤون الدينية التى تديرها الدولة، "ديانات"، والتى تكتب خطب الأئمة، أن يتم منع نشره قائلة: "إن شخصية الإمام المذكوره إهانة لديننا"، ومنعت المديرية تصوير المسلسل فى المساجد التركية.

وعبر المؤيدون للحزب عن ازدرائهم مما قامت به، مديرية الشؤون الدينية، قائلين إنها هرعت إلى الحكم على السلسة من دون مشاهدة واقع "السحلية"، وقالوا إن المديرية استمدت فكرتها من فتح الله كولن، وهو رجل دين إسلامى معتدل يسكن ولاية بنسلفانيا، المتهم بتدبير مزاعم فساد ضد الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان ودائرته الداخلية، تلك الفضيحة التى اندلعت فى ديسمبر الماضى، وقامت الشرطة باعتقال وقمع الآلاف من مؤيدى كولن بتهم هشة تنص على السعى لإسقاط حزب العدالة والتنمية.

ودفعت الضجة مدير البرنامج، مسعود أوسخان، إلى التخلى عن نهاية المسلسل التى كان من المفترض أن يتحول فيها الإمام الفاسق إلى رجل صادق.

وقالت المجلة إن هذا المسلسل يثير بعض التصورات بأن أردوغان، الذى ربى ليكون إمامًا، بات يسير فى الاتجاه المعاكس.