قراءة تاريخنا البعيد أو القريب يمنحنا دائما الأمل فى عبور مصر المحن والأزمات والتحديات التى تمر بها الآن ومرت بها فى فترات تاريخية عديدة. الشعب المصرى على مر تاريخه حارب الاستعمار والاحتلال منذ فجر التاريخ ولم ييأس ولم يفقد الأمل أبدا فى الاستقلال والنصر ودحر المعتدين، منذ عصر الهكسوس وحتى عصر الإرهاب.
اقرأ تاريخك وانظر حولك فستجد أن كل شىء يدعوك للتفاؤل والركض خلف شارات الأمل، ولا تجعل فلول الإرهاب وأعداء الحضارة والإنسانية، بل أعداء الحياة يدفعونك إلى قبور اليأس والاستسلام مهما ارتكبوا من أعمال إرهابية وإجرامية، فقد فعلوها من قبل فى الأربعينيات والخمسينيات والستينيات ثم التسعينيات وفشلوا وذهبت ريحهم الشريرة، ولم يهزم الإرهاب دولة قوية وشعب له إرادة عاشق للحياة وللبناء وعمارة الأرض.
انظر وراءك فى غضب وانظر أمامك بثقة وأمل، واستنشق رحيق النصر الآتى لا ريب، رغم لحظات الحزن والأسى ووجع القلب، ورغم دماء الشهداء فى البر والبحر، ورغم دموع الأمهات الثكلى والأطفال اليتامى. هذا قدر مصر، تحارب وتتحدى وتبنى فى آن واحد، وهذا ليس غريبا أو استثنائيا، وفعل شعبها ذلك مرات ومرات، وجيلنا يتذكر ما جرى بعد 67 وحتى 73، لم تتوقف مشاريع التنمية فى الوقت الذى كانت فيه مصر تبنى جيشها وتخوض حرب الاستنزاف حتى تحقق النصر.
مصر تحارب الآن معركة البقاء ضد تحالف الشر والإرهاب فى المنطقة فى البر والبحر، ومع ذلك تعلن عن مشاريع قومية ضخمة فى قناة السويس ودمياط والساحل الشمالى والمثلث الذهبى وفى توشكى، وتمهد طرقا، وتستصلح أراضى زراعية جديدة وتستعد لانتخابات البرلمان وإنجاز خارطة المستقبل، وتتهيأ لأضخم مؤتمر اقتصادى عالمى فى شرم الشيخ، ولم ينجح الإرهاب فى عرقلة حركة السير نحو المستقبل أو فى ترويع شعبها وإخافته بعبوة هنا أو حرق سيارة «زبالة» هناك هى المكان الطبيعى له ولمن يموله ويدعمه قريبا بإذن الله.
مصر تصعد للفضاء أيضا بشبابها العلماء الذين حققوا إنجازا علميا نادرا يشبه صعود الأمريكان إلى القمر فى الستينيات، بإنزال أول روبوت آلى – المركبة فيلة- على رأس مذنب غير مستقر فى الفضاء وهو الإنجاز الذى كان ومازال حديث العالم.
هل هناك بشارات أخرى حتى نثق فى أنفسنا ونتفاءل ونأمل فى نصر من الله قريب. تفاءلوا كثيرا، واغضبوا من عشاق القبح والقذارة كثيرا أيضا.