منذ ما يزيد على أسبوعين وقبل رحيل الفنان ورسام الكاريكاتير الشهير أحمد طوغان، تلقيت كتابه الجديد «سيرة فنان صنعته الآلام» الصادر عن الدار المصرية اللبنانية، كان حدث الوفاة دافعا كبيرا لقراءة سيرته الزاخرة بالمواقف السياسية والفنية والإنسانية، فإلى جانب فنه العظيم كان صديقا لمحمود السعدنى، الرئيس الراحل أنور السادات، زكريا الحجاوى، محمد عبدالمنعم رخا، إحسان عبدالقدوس، عباس الأسوانى، صاروخان، وكامل زهيرى.
فى المقدمة الثرية للكتاب بقلم كاتبنا الرائع خيرى شلبى يصف المذكرات بقوله: «إنها ليست مجرد مذكرات صحفى رسام حقق شهرة مدوية، إنما هى فصول من تاريخنا المعاصر، غير أنه التاريخ الحى، التاريخ غير المرئى، التاريخ المخبوء فى كواليس استدرجنا إليها، ما لم نكن نعرفه عن شخصيات عايشناها وتتلمذنا على أيديها وتأثرنا بها».
يستعرض طوغان قصة حياته منذ ولادته بالمنيا عام 1926، مرورا بنشأته الأولى حتى انتقل إلى القاهرة، وفى الباب الثالث وهو الباب الأكثر ثراء يتحدث باستفاضة وحميمية عن أصدقاء ورفاق عمل أثر فيهم وأثروا فيه، وفى مقدمتهم صديق عمره الراحل محمود السعدنى صديق عمره منذ بداية تعارفهما، ثم رغبتهما فى التطوع من أجل إنقاذ فلسطين، ورحلتهما معا فى طريق الصحافة، وإصدارهما مجلة باسم «الأسبوع» نجحا فى استخراج تسعة أعداد منها، ويتحدث عن اعتقال السعدنى الذى قال فى التحقيقات إنه ينتمى إلى تنظيم «زمش»، وعندما سأله المحقق عن هذا التنظيم، قال: يعنى زى ما سيادتك شايف كده، أنا لاشيوعى ولا إخوانى ولا أى حاجة، وبالرغم من اتهام نفسه بسخرية إلى تنظيم «زمش» الذى لم يكن له وجود إلا فى سخرية السعدنى استمر اعتقاله عاما ونصف العام.
يتحدث طوغان عن صديقه الآخر زكريا الحجاوى أو كنز الثقافة، كما يسميه، وعاشق مصر الذى ذاب فى ترابها بحثا عن حكايتها الشعبية ومخزونها الثقافى الذى يرويه العامة فى أرجاء مصر بالصعيد وبحرى، ثم يتحدث عن صديقه الرئيس الراحل أنور السادات الذى تنبأ له أنه سيحكم مصر يوما ما، ومن رحلته الثرية مع الأصدقاء ينتقل إلى الحديث عن ذاته، وقصصه أيام الحب والحرب، فيتحدث عن حرب 1948 التى ضاعت فيها فلسطين، وحرب 5 يونية 1967، وقبلها حرب 1956، فحرب 6 أكتوبر 1973، كما يتحدث عن أيامه فى وهران الجزائرية من خلال تجربته الشخصية مع جيش التحرير الوطنى الجزائرى الذى كان يناضل ضد الاحتلال الفرنسى، وفى روايته عن تلك الأيام يتحدث عن ذكرياته مع مقاتلى جيش التحرير وقادته، كما يتحدث عن الثورة اليمنية التى اندلعت عام 1962 واستجابت مصر لنداء قادتها بالمساندة، فأرسلت قوات عسكرية إليها، ويروى «طوغان» تفاصيل أحداث عاشها هناك أثناء القتال الدائر بين القوات المصرية والقوات التى كانت ضد الثورة وقادتها.
أما عن رحلته مع فن الكاريكاتير فيتحدث عن حكايته معه فى جريدة الجمهورية ثم مجلة الكاريكاتير الحلم الذى رواده 15 عاما، وبعد أن بدأت تشق طريقها إلى النجاح إذا بالسوس يدخلها، والسبب كما يقول: «استطاع واحد من الذين شنعوا على المجلة وتنبأوا لها بالفشل أن يتسلل إليها».
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ضد كهنة آمون
دعما للفارس الفنان \ خالد أبو النجا ... ستنتصر الثورة لأ محالة ..
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل عادل
وماذا عن فنان بكى فى حجر المرشال ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
غراب
مطلوب غراب
ليعلم النظام الحالى كيف يوارى سوءة أفعاله ..
عدد الردود 0
بواسطة:
القوقازى
بوتين التلميذ فى شبه جزيرة القرم بأوكرانيا
عدد الردود 0
بواسطة:
سراج
الخيابة العظمى
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية جدا
لا أكاد اصدق عينى