كانت من أولى المحاضرات التى تلقيتها على يد الدكتورة الراحلة إجلال هانم خليفة فى كلية الإعلام، محاضرات عن خطورة وأهمية دور الإعلام، وراحت تزرع فينا مبادئ وأخلاقيات يجب أن تتوفر فى من يتصدى للعمل الإعلامى، وأتذكر جيدا المثال الذى أوردته على مسامعنا عندما قالت: الطبيب عندما يخطئ، فقد يؤدى خطؤه إلى وفاة المريض الذى يعالجه، وتلك جريمة، والمهندس قد لا يراعى ضميره، ويخطئ، فتسقط عمارة مثلا، ويفقد العشرات أرواحهم، ولكن خطأ الإعلامى يقضى على أمة بأكملها.. وراحت رحمها الله تضرب لنا أمثلة بما قام به جوبلز، وزير إعلام هتلر، الذى قاد أمة بأكملها إلى هلاك مدمر، وفقد الملايين أرواحهم على مستوى العالم فى حرب ضروس الكل فيها خاسر، والإعلام كان رأس الحربة فى هذه الحرب المهلكة.. وعرجت إلى فترة هزيمة أو انتكاسة 67 وكيف أن الإعلام خدع الشعب وأعطاه بضاعة مغشوشة عن مجريات الحرب، وما قبلها ومقدرة الجيش المصرى وجاهزيته لمواجهة إسرائيل، واكتشفنا أن كل هذا مجرد «أكاذيب روجها الإعلام صاحب التون والنغمة الواحدة».
قد يبدو ما كتبت مقدمة طويلة لكى أتناول الخطوة الشجاعة التى اتخذتها «اليوم السابع» بعدم ترويج فيديوهات الجماعات الإرهابية والجهادية التى كانت تستخدم الإعلام، دون أن يدرى، وجريا وراء الخبر والسبق، لإيصال رسائل التهديد والوعيد ونشر الرعب والفزع بين الناس، وهذا أقصى ما يتمناه هؤلاء القتلة، هنالك شعرة يجب أن نحافظ عليها كإعلاميين بين مقتضيات العمل الصحفى والإعلامى والرسالة التى سنسأل عليها أمام الله قبل المواطنين، ولن يضيف لى شيئا نشر فيديو لعميلة إرهابية تستهدف خير أجناد الأرض، أو قطع رقبة إنسان بلا حول ولا قوة من قتلة محسوبين على بنى البشر، وهم بلا دين، ولا عقل، ولا ضمير، أو بيان تهديد ووعيد هنا أو هناك، تجاهل هؤلاء، كما قال أحد القراء خطوة احترافية لإعلام يدرك رسالته، وخطورتها، بعيدا عن اللهث وراء هذه الترهات والأكاذيب، والرسائل المسمومة.
خطوة «اليوم السابع» تحسب لها، وأتمنى من بقية المؤسسات الإعلامية، وتحديدا المواقع الإخبارية أن تحذو حذوها، حتى لا نكون مشاركين دون أن ندرى فى إرهاب الناس وزرع اليأس فى نفوسهم.
شىء أخير، أنا على يقين أن الصدور سوف تتسع له، ما دمنا فى مقام الحديث عن خطورة الرسالة الإعلامية، أتمنى من الجميع عدم نشر قضايا زنى المحارم لأن هذه الجريمة النكراء موجودة منذ بدء الخليقة، وموجودة حتى فى الدول المتقدمة، هذا لا يعنى الدفاع أو الإقرار بالأمر الواقع، ولكن تناولها يجب أن يكون فى إطاره العلمى للقضاء على الظاهرة، وليس للترويج لها، كذلك الأمر فى تفشى الفضائح الجنسية، وأصبحنا كل يوم نصحو على «عنتيل» جديد، يوقع داعرات، وفاحشات من أمثاله ويصورهن أثناء المعاشرة ثم يفضحهم الله، ماذا يستفيد المجتمع من ظهور «عنتيل» جديد كل يوم؟
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد
أحسنت
فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
حازم
جزاك الله خيرا