يدرك العقلاء أن عملية الدواعش «البحرية» لاتستهدف سوى الروح المعنوية للشعب، ومحاولة هز ثقته فى قواته المسلحة، لأنه من غير المنطقى أن تنتصر زوارق صغيرة فى عملية انتحارية على القوات البحرية! ولكن راعنى الآتى: أولا.. الفتاوى من قبل اللى بيفهم واللى ما بيفهمش، خاصة تلك الفتاوى المفخخة من قبل الإسلاميين. ثانيا: بدايات شائعات تروج لبث الروح الانهزامية. ثالثا: امتلاء صفحات الفيس بوك بتهكم وشماتة من البعض، أو الحديث بجهل عن أن الدولة لم تعد قادرة على مكافحة الإرهاب. رابعا وأخيرا عدم وجود إعلام قوى وحقيقى لرفع الروح المعنوية!! وتفرغ أغلب الإعلاميين للتحليلات «الخايبة» دون إدراك لطبيعة إعلام الحروب النفسية.
نحن نحتاج لمراجعة خبراتنا الذاتية الإعلامية فى الحروب 1956، 1967، 1973 وكيف هب آلاف المبدعين فى زمن قياسى فى تقديم مئات الأغانى والسير، «وحلوة على الشط للابنودى.. حكايات الشهداء والسمسمية فى مدن القناة، يوسف شاهين وفيلمه العصفور، رسائل جمال الغيطانى خلف خط النار، أعمال حسن فؤاد، والكتبة المبدعون الذين دعموا الجيش فى مواجهته الحاسمة أيام حروب الاستنزاف، ومدفعية صلاح جاهين وأشعاره النبوءة، العم فؤاد حداد وأشعاره والمسحراتى الذى أيقظ به ضمير المصريين، حفلات أم كلثوم المكوكية لدعم الجيش والمجهود الحربى، نحن بحاجة لنضال لاستعادة الثقة فى روح 30 يونيو التى أسقطنا بها الإخوان، ومخططات أعتى دول العالم. ينتشر فى تلك الأيام على اليوتيوب «فيديو» لجندى سورى أسير فى يد التتار الجدد داعش، رفض الدعاء لداعش بناء على طلب آسريه بأن يقول الدولة الإسلامية «داعش» باقية وكانت النتيجة إعدامه، ولكنه قبل أن يموت صرخ قائلا «والله لنمحيها» ملهما الملايين من السوريين بالمقاومة، نحمدالله بأنه لا وجود فى داعش بمصر، ولكن يجب على الجميع أن يتحلى بروح ذلك الجندى الشهيد، يجب على الإعلاميين أن يوحدوا ولا يفرقوا، يجب على الفنانين أن يلهموا لا يحبطوا، يجب على رجال الدين التقريب بين البشر لا تنفير بعضهم من البعض، يجب على الشباب والثوار أن يثوروا بالحق ولأجل الحق، وألا يكونوا مجرد متربصين متصيدين للأخطاء، فقط فى هذه الحالة سنستطيع أن نوفى بقسم الجندى السورى البطل، ووالله هنمحيها.