لم يعد لدى شك أن ثالوث الفساد والإرهاب والبلطجة يريد العودة بمصر إلى فترة ما بعد 28 يناير 2011، وهى الفترة التى تحولت مصر فيها إلى دولة شبه منكوبة بسبب ضعف حالها واستمرار سيطرة بعض المراهقين من أمثال أحمد ماهر وتنظيمات إرهابية مثل 6 إبريل وحازمون على المشهد السياسى، وهى التنظيمات التى تسببت جرائم أعضائها فى حالة من الانفلات الأمنى فى كل مكان، وهو الانفلات الذى استغلته مجموعة من البلطجية وقطاع الطرق والمهربين لإحداث فوضى كبرى فى مصر مع وجود وزارة ضعيفة ورئيس وزراء اسمه عصام شرف لا يملك من قراره شيئا، فقد تحولت مصر إلى مناطق منكوبة بسبب حالة الفوضى، والحقيقة أننى كنت أتمنى أن تتطهر مصر من الفساد والبلطجة بعد 30 يونيو 2013 خاصة أن اختفاء رجال الحزب الوطنى الفاسد بعد خلع مبارك وتوجيه ضربة كبرى لجماعة الإخوان ربما سيكون سببا فى أن تخلو مصر من فئة البلطجية أو الفاسدين، ولكن وللأسف الشديد كل شىء فى مصر كما هو، ولم يتحقق أى شىء مما كان ينادى به من خرج فى 25 يناير 2011 أو من خرج فى 30 يونيو 2013، الفساد موجود، الرشاوى موجودة، النهب وسرقة المال العام يسيران على قدم وساق، والسبب ليس فقط غياب القانون أو من ينفذه من الأجهزة الأمنية، بل لاختفاء وانعدام الضمير من داخلنا.
أما حكومات ما بعد يناير فإنها تهمل وتترك الفاسد أو البلطجى أو المخربين والمشاغبين فى الأرض بسبب نفاق هذه الحكومات لهؤلاء ووصفهم بالثوار، وهو ما جعل هذه الحكومات ترضخ لكل البلطجية الذين احتلوا الميادين والشوارع تحت زعم التظاهر أو أنهم باعة جائلون، والنتيجة أن هؤلاء أصبحوا فوق القانون وهم يمارسون بلطجة، هم حتى الآن دون رادع، الأمر لا يحتاج الآن إلى الطبطبة، بل يحتاج إلى الحسم والشدة وتطبيق القانون بلا خوف أو أيدٍ مرتعشة كما هو الحال مع كل الحكومات الضعيفة بداية من حكومة الدكتور عصام شرف أسوأ رئيس وزراء مصرى حتى حكومة الدكتور حازم الببلاوى الجميع فشلت فى إعادة الوجه الجميل لمصر. وإذا كنا قد عانينا من فساد عصر مبارك، فإن أغلب الفاسدين فى عهد المخلوع، كانوا من حاشية النظام.. ولكن ومنذ أكثر من ثلاث سنوات وحتى الآن نعيش عصر الفساد الجماعى، فالجرائم بكل أنواعها يرتكبها الجميع من كل الطبقات وفى كل المناصب وبدون رادع أخلاقى أو دينى أو قانونى والنتيجة انتشار الفوضى فى كل مكان علينا جميعا أن نعترف أن مصر الآن تعانى من الفساد بعد اختفاء دولة القانون واستهتار المواطن بكل القيم، هذه هى مصر الآن وربما لسنوات طويلة والسبب أننا مازلنا نقف عند الخروج الكبير للإطاحة بحاكمنا ولم نزح من رؤوسنا الجهل الذى سيطر على عقولنا فالثورة الحقيقية فى مفهومى الشخصى هى ثورة بداخلنا قبل أن تكون ثورة على حاكم وإذا كنا قد عانينا من فساد عصر مبارك فإن أغلب الفاسدين فى عهد المخلوع كانوا من حاشية النظام، ولكن ومنذ أكثر من ثلاث سنوات وحتى الآن نعيش عصر الفساد الجماعى، فالجرائم بكل أنواعها يرتكبها الجميع من كل الطبقات، وفى كل المناصب وبدون رادع أخلاقى أو دينى أو قانونى، والنتيجة التى أخشاها هى تآكل الدولة وانتشار الفوضى فى كل مكان.