سيكتب المؤرخون فى المستقبل عن اللغز، سيقولون - بعد معرفة السبب - أن مصر كانت تغطيها سحابة سوداء ثلاثة شهور فى العام، تبدأ من سبتمبر، وأنها لم تكن مرتبطة بنظام سياسى بعينه، وربما قالوا إن السبب كان قش الأرز كما يؤكد المسؤولون، وربما استعرضوا تاريخ السحابة الطويل مع حساسية الصدر، قبل خمس سنوات اتهم المعارضون مناورات النجم الساطع، وتوقفت المناورات وبقيت السحابة، سيقولون إن وزير البيئة خالد فهمى قال لدريم إن السحابة سببها غياب الموارد المالية، وأن القضاء عليها يحتاج إلى 400 مليون جنيه، سينشرون لا شك خريطة وكالة ناسا الأمريكية التى نشرتها الأسبوع الماضى والتى كشفت عن 946 حريقا لقش الأرز هذا العام فى الدلتا، أمريكا نفسها تروج لمؤامرة قش الأرز، الدكتورة أحلام فاروق مدير عام الالتزام البيئى «وهو منصب مهم على ما يبدو» اعتبرت فى الأهرام العربى أن %70 من السحابة يأتى من المكامير وحرق الزبالة، وسيقول المؤرخون أيضا إنه حتى عام 2014 لم يعرف السبب الحقيقى، وأن دراسة علمية اعتبرت الفهم الخاطئ الذى ربط ميعاد حصاد الأرز خلال شهر سبتمبر هو سبب اتهام القش، وأوضحت دراسة الدكتورة أمانى قنصوة أستاذ الميكروبيولوجى بالمركز القومى للبحوث «أن سبب الظهور الفعلى للسحابة السوداء فى سبتمبر ارتفاع درجة حرارة الأرض نتيجة أشعة الشمس، وبالتالى ترتفع درجة حرارة الهواء قرب سطح الأرض»، لأن الهواء الدافئ أخف من الهواء البارد، لذا فإنه يتصاعد بعيدا عن سطح الأرض، حاملا معه جميع الملوثات الموجودة فيه، وذلك يساعد على نقلها إلى أعلى!