استقال الدكتور يوسف زيدان «من كل حاجة» الكتابة الأسبوعية لجريدتى الأهرام والوطن وأى جريدة أخرى، بالإضافة إلى الكف عن كل الاجتهادات التثقيفية والصالونات الثقافية والندوات واللقاءات الفكرية التى يقيمها فى القاهرة والإسكندرية وغيرهما من المدن المصرية»، بالإضافة إلى التوقف عن «أى فعل وتفاعل ثقافى فى مصر والبلاد العربية»، والاستقالة من اتحاد الكتاب وانتقاده لشرائه شهادات قناة السويس بعد أن أوشك الحفر على الانتهاء، استقال لأن رئيس الوزراء كرم الدكتور إسماعيل سراج الدين بتعيينه مستشارا ثقافيا له، وبسبب بقاء المكرم فى منصبه كرئيس لمكتبة الإسكندرية.
وبعيدا عن اختيار سراج الدين الذى لا معنى له الذى لن يقدم ولن يؤخر، وبعيدا عن المبالغة الزيدانية فى تهديد مصر والوطن العربى بحرمانهم من «الفعل والتفاعل»، وبعيدا عن 107 قضايا مرفوعة على المستشار الجديد، التى تم تأجيل بعضها 15 مرة، يجب أن نتوقف أمام نوع المعركة، أنت أمام ممثل للسلطة «القديمة والجديدة» طالب مرؤسه قبل عامين بالتوقيع «الإلكترونى» حضورا وانصرافا، أمام القانون عنده حق، وماحدش يقدر يغلطه ويغلط السلطة التى توظف الموظفين فى الشأن الثقافى، الطرف الآخر أصابته الشهرة فى مرحلة متقدمة من العمر بسبب عزازيل التى جعلته عالميا أصيلا، ولا يتوقف عن الكلام فى كل شىء، وتفرد له برامج التوك شو لكى يعلم الشعب ما فاته من علام، واستنكر عدم تدخل رئيس الدولة «رئيس المكتبة بصفته» فى الموضوع، له مريدون لا يملك الطرف الأول عشرهم، منحته السلطات الفضائية نفوذا افترضيا حوله «بينه وبين نفسه» إلى سلطة، الطرفان يعبران بصدق عن الخيبة التقيلة.