د.عصام حجى رئيس مركز أبحاث الفضاء الأوروبى، الذى شارك بنجاح أخيرًا مع مجموعة من العلماء المصريين فى هبوط المركبة «فيلة» ضمن المهمة الفضائية «روزيتا» لأول مرة على سطح مذنب، وقد أهدى الدكتور عصام حجى، المستشار العلمى السابق لرئيس الجمهورية، نجاح رحلة الهبوط للمركبة «فيلة»، للشباب المصرى، مؤكدا أن أصغر عالم مشارك بالفريق العلمى القائم على الرحلة روزيتا هو الدكتور أحمد الشافعى فصل من عمله بمرصد علوم الجيوفيزيائية والفلكية بمصر منذ عامين والآن يشارك فى هذه المهمة، ويعطى د.عصام حجى رسالة أخرى أيضا من خلال هذا الإهداء للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى لا يمتلك رفاهية الوقت لكى يجرب الشباب، حسب قوله.
عالم مصرى فصل من عمله فى مصر، وعالم مصرى آخر ترك مصر بخاطره بعد هجوم ضارٍ وحملة رجعية تحمل قدرا كبيرا من السفاهة عندما هاجم اختراع جهاز لعلاج مرضى الإيدز وفيروس سى، الذى نشره رجل يدعى عبدالعاطى قائلا إنه غير مقنع وليس له أى أساس علمى واضح، قائلا وقتها: «أنا كمستشار علمى للرئاسة لا أدعم هذا الاكتشاف بكل وضوح، فهو إهانة لمصر فى الداخل والخارج، وليست المرة الأولى التى يحدث فيها ذلك».
وهوجم «حجى» بضراوة شديدة منذ إعلان رأيه فى الجهاز، وشنت نفس الوجوه الحالية فى الإعلام المصرى «التى تهاجم 25 يناير ورموزها وتطلب إعدامهم» حملات مكثفة للدفاع عن الاختراع والهجوم على حجى، اتهم حجى بسلسلة الاتهامات الجاهزة التى تلقى هنا وهناك كل يوم فى ما يسمى بالإعلام المصرى والتى دوما لنا جميعا نصيب منها يوميا «إخوان وطابور خامس وعميل للأمريكان» عندما أشار أحد المذيعين قائلا: «لما عصام حجى يهاجم اختراع الجيش من الولايات المتحدة يبقى تسأل نفسك ليه هو بيعمل كده»!!! وده طبعا نفس الأسلوب المتبع يوميا مع كل رموز ثورة يناير، التشكيك بجمل ساذجة لا تحمل أى دليل سواء إيماءات وتلميحات يصدرها من يريد أن يشوه عالما مصريا كبيرا، حتى إنه لم ينج من تهمة التمويل التى نتهم بها ليلا ونهارا عندما صرحت مذيعة همامة «أخدت كام علشان تطلع تهاجمنا»!
عفوا فأنا لا أقرن نفسى وغيرى من الزملاء المطلوبين للإعدام «بتحريض إعلامى مباشر» مع د.عصام حجى وزملائه العلماء الأجلاء، ولكن فقط أعلن أننى تعلمت درسا جديدا مفاده «أن دائما الكلاب تعوى والقافلة تسير»، فقد غادر د.عصام مصر والكلاب تنهش فى سمعته، وقافلة علمه رفعت اسم مصر عاليا، بل وخلدت أسماء مصرية فرعونية قديمة فى التاريخ الفضائى للعالم أجمع.
لقد أهدى د.عصام حجى الإنجاز العلمى للشباب المصرى المحاصر بين السجن والتخوين والهجرة والانتحار حتى يبث فيهم الأمل مرة أخرى فى هذا المسلسل الهابط المصدر لكل السلبيات والإحباط والاكتئاب.
فقد حث العالم المصرى عصام حجى، المستشار العلمى السابق لرئيس الجمهورية المؤقت عدلى منصور، الشباب على دراسة ما يحبون من أجل تغيير الواقع، قائلًا: «ادرسوا ما تحبون من الإبداع لتغيير مصائر أوطانكم»، او بمعنى آخر أن يبدأوا يستثمرون فى أنفسهم أولا، ويوما ما سيعود هذا الاستثمار فى النفس بالفائدة العظمى للبلد، فهنا تكمن كلمه السر الحقيقية فى هذا الدرس وهو «العلم والدراسة هما الحل للخروج من حالة الإحباط واليأس»، اتركوا السياسة ولو قليلا حتى تنتهى المعركة التى يقاتل فيها الجهل والعبث مع القمع والفساد، واطرقوا أبواب العلم والدراسة أينما كانت، وغيروا بعلمكم مصائر أوطانكم، وتأكدوا أنه فى النهاية لا يصح إلا الصحيح، وأن الحق سينتصر مهما تأخر، وأن الباطل مهما استقوى فسينتهى ويهزم، وها هو الدكتور العالم عصام حجى الذى لم يكمل الأربعين من عمره مثالا واقعيا حقيقيا لكل ما أسطره لكم.