أولا: الداخلية والورق المزور باسمها
حكاية غريبة أعرضها على وزير الداخلية لم أكن أحب أن أتحدث فيها لأن أحد أطرافها هو زوجتى، فوجئنا بجريدة الوطن تنشر خطابا داخليا للأمن الوطنى بمانشيت «وثيقة رسمية للأمن الوطنى تكشف اختراق الإخوان هيئة محو الأمية» مقدمة من العميد محمود ربيع، رئيس قسم التحريات، إلى العميد أحمد رياض، رئيس قسم الجماعات المتطرفة بفرع الجيزة، ثم شرح الوثيقة التى هى خطاب داخلى بكلمات من نوع ورصد ربيع- الذى هو رئيس قسم التحريات- فى نص الوثيقة الرسمية أسماء بعض العاملين بالهيئة العامة لمحو الأمية بفرع الجيزة منتمين إلى تنظيم الإخوان الإرهابى والمحظور، شملت الوثيقة أسماء تسعة موظفين وموظفات، وإلى جانب ذلك حديث للسيدة إيمان رفعت مدير فرع الجيزة السابق تقول إن رئيس الهيئة- محو الأمية وتعليم الكبار- الدكتور محب الرافعى قام بنقلها إلى ديوان عام الوزراة بعد تنفيذها قرار الأمن الوطنى لفصل الإخوان، وقام بإعادتهم للعمل مرة أخرى، إلخ ما نشر فى جريدة الوطن يوم الثلاثاء الماضى الثامن عشر من هذا الشهر.
جريدة الوطن وعدت أنها ستنشر رد رئيس الهيئة العامة لمحو الأمية، ولقد أرسل لها الرد الذى لابد سيكون نشر أمس أو أمس الأول، فأنا أكتب المقال مساء الثلاثاء، أما السيدة إيمان رفعت فهى لم تفصل هؤلاء الناس ولا رئيس الهيئة أعادهم طبعا، ولا هى نقلت بسبب ذلك، هؤلاء الناس حين تسلمت عملها من ستة أشهر تقريبا طلبوا نقلهم بعيدا عنها فهم يعرفون تاريخها ولايريدون العمل معها، زوجتى مثلا التى هى بينهم اختارت أن تعمل فى المقر الرئيسى قرب الألف مسكن ونحن نسكن فى حدائق الأهرام، فصارت تصحو من الخامسة وتعود فى الخامسة مرهقة متعبة كل يوم، ورفضت طلبى أن تأخذ إجازة بدون مرتب، وقالت لى لا أحب الجلوس فى البيت، أنت مشغول ليل نهار بالكتابة والقراءة، والأولاد كبروا وتركونا، المهم أن هذه السيدة «إيمان رفعت» تحولت إلى تحقيق بأمر رئيس الهيئة أخيرًا لفساد لا أحب الخوض فيه، وتم نقلها، فلم تجد إلا هؤلاء الناس الذين طلبوا من قبل نقلهم بعيدا عنها، تتصور أنهم وراء التحقيق وأوصلت هذه الوثيقة العجيبة إلى صحفى الوطن، لاحظ ذلك سيادة وزير الداخلية، هى التى أوصلت الوثيقة للصحفى كما قال لى، كيف حصلت عليها؟ الله أعلم، ليس ذلك هو المهم، الأهم أن المذكورين فى الخطاب الذى سمى بالوثيقة ذهبوا لعمل محضر فى قسم الطالبية الأقرب إلى مقر الهيئة بالجيزة، قابلهم المأمور أحسن مقابلة وأخذ الجريدة المنشور بها الوثيقة وعرضها على السيد مندوب الأمن الوطنى فى القسم، قام بالبحث وأخبره أنها وثيقة مزورة، ولقد تم إثبات ذلك فى المحضر، وطبعا هذا كلام حقيقى، واضح أنها ورقة كانت خالية وصلت إلى هذه السيدة وتم ملؤها بهذا الكلام، وما جعلنى أصدق أنها مزورة هو شكل المخاطبة «من العميد محمود ربيع إلى السيد أحمد بك رياض» كلمة «بك» التى هى لقب متداول فى الشرطة لا أظن أنها تكتب فى الورق الرسمى الآن، لكن هل يمكن تزوير شعار الشرطة بهذه السهولة؟ هذا هو سؤالى للسيد وزير الداخلية، من يمكن أن يوصل الورقة فارغة إلى هذه السيدة أو أى شخص وعليها شعار الشرطة ليتم ملؤها بالكذب؟ هل يتم نقل أو سرقة الورق الخالى إلا من شعار الشرطة بسهولة هكذا؟ وإذا كانت هذه الوثيقة غير مزورة فكيف وصلت إلى يد هذه السيدة، أما المضارون من هذا التزوير فطبعا سيذهبون إلى النيابة العامة بالمحضر.
ثانيا: اتحاد الكتاب
انتشر خبر تحويل الكاتب الشاب أحمد سراج إلى التحقيق، لأنه أساء إلى أعضاء مجلس إدارة الاتحاد بهذا البوست الذى كتبه على صفحته بالفيس بوك.
«كارثة اتحاد الكتاب.. يشترى اتحاد الكتاب شهادات بخمسة ملايين فى مشروع القناة ويترك مرضاه يموتون من المرض، وليس هذا جديدًا على سلماوى ورجاله، فقبلا عالجوا جابر عصفور على نفقة الاتحاد، فيما لا يفكر فى رفع المعاش الهزيل، الثلاثين عضو مجلس إدارة: «... لا أستثنى منكم أحدًا».
طبعا انهالت التعليقات، وبدورى أتريث فى هذه الأمور، كان الأمر أبسط من التحقيق، كان يمكن شرح الأمر للكاتب أحمد سراج أن هذه الأموال فى الأصل وديعة بنكية عائدها أقل من عائد مشروع القناة ومن ثم ستكون فائدتها للأعضاء أكبر، أما علاج جابر عصفور كاملا على نفقة الاتحاد متجاوزا ما هو مرخص للمريض من الكتاب فهو أمر نشر على لسان الأستاذ سلماوى فى موقع جريدة الأهرام فى 9 سبتمبر عام 2012 ومعه كلام من نوع أن هذا كان فسادا فى عصر مبارك، الشاب أحمد سراج نقل عن الأهرام وكان على الأستاذ سلماوى أن يشرح له أنه لا يمكن أن يقول هذا الكلام لأن مبارك لم يكن موجودا، حتى ولو قبل ذلك فسلماوى كان رئيسا للاتحاد عند مرض جابر عصفور ولا يمكن أن يقول فساد مبارك السبب، والذى أعرفه أن جابر عصفور حصل دعما لعلاجه على عشرين ألف جنيه، وهذا محدد للجميع فى حالة العمليات الكبيرة، والرجل أجرى عملية كبيرة، الخطأ عند الأهرام ولا أعرف إذا كان الأستاذ سلماوى قد صحح كلامه المنشور ذلك الوقت أو لم يهتم، وبالطبع لا يعرف أحمد سراج، وعند أحمد الذى صدق أن سلماوى يمكن أن يقول هذا الكلام وهو رئيس الاتحاد، والخطأ عند الاتحاد لأنه لم يشرح للكاتب ولم يكلف نفسه إصدار بيان على صفحته فى الفيس بوك يشرح الأمر وتنتهى القصة، ماكتبه سراج على صفحته ليس فيه إساءة لأحد فهو لايعرف كيف تدار أموال الاتحاد، وإذا كان ترك عدة نقط فى جملة «الثلاثين عضو مجلس إدارة... لا أستثنى منكم أحدا» فهذه النقط لا تستحق التحويل إلى التحقيق. ولقد تحدثت مع الأستاذ سلماوى فى الأمر وطلب منى الحضور مع أحمد سراج لنعقد صلحا مع الزميل مصطفى القاضى الذى يقال إنه هو الذى حرك المسألة للتحقيق، قلت له المسألة لا تستحق جلسة عرفية، خاصة وقد تم التحقيق الذى أوصى- كما قال لى الأستاذ سلماوى- بتحويل العضو للجنة تأديب ولا أعرف لماذا، قلت له الأمر يحتاج إلى توضيح لأحمد سراج واعتبار أن ما حدث من تحويله للتحقيق نوع من سوء التقدير، إلا إذا كان لديكم أكثر من ذلك ولا أعتقد، أتمنى أن تنتهى القصة التافهة التى لا تليق بالاتحاد.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة