نوارة نجم

إسفوخس على ده إرهاب

الأحد، 23 نوفمبر 2014 10:09 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم أشاهد الفيديو الذى بثته جماعة «أنصار بيت المقدس» وهى تقتل الجنود المصريين، ولن أشاهده، ببساطة لأننى لا أمتلك الشجاعة لمشاهدة تسجيل مصور كهذا، تظهر فيه جماعة مسلحة، وهى تحصد أرواح الجنود ببساطة وسهولة ويسر، حتى إنها وجدت الفسحة والسعة لتصور العملية أثناء القيام بها، وتبثها بشماتة وتشف.

رغم إننى لم ولن أشاهد التسجيل المصور، إلا أننى لدى من المعلومات عنه ما يكفى: تصوير لقتل الجنود، قامت به جماعة مسلحة فى سيناء.

أما تكفى هذه المعلومة لتصيب أى مواطن بالفزع والغضب؟
كنت أتوقع ردة فعل قوية على الفيديو، تغطى البلاد من أقصاها إلى أقصاها، كنت أظن أن التسجيل المصور سيدفع السلطات، والإعلام، والمجتمع، إلى مراجعة الحسابات، محاولة للفهم، محاولة لاستيعاب الصدمة، مجهودات مبذولة فى طريق جديد، تفكير خارج الصندوق، محاسبة للنفس قبل الآخرين، البحث عن مكمن الضعف، السعى لسد فجوات القصور، أو على الأقل، البحث خلف تلك الجماعة، أو الجماعات، المسلحة، التى ترتع فى سيناء، شاربة الدماء، تنعم بالتسليح على أعلى مستوى، تغرق فى الأموال الطائلة، تتحرك باطمئنان قريرة كعرسة فى خرابة على أراضينا، حتى بلغ بها التبجح أن تصور عملياتها الإجرامية.

ربما توقعت علماء أو خبراء – خبراء حقيقيين لا «عواطلية»، ليس لهم صفة فيطلق عليهم خبراء استراتيجيون – يشرحون لنا ماهية جماعة «أنصار بيت المقدس»، تاريخها، تحالفاتها، نواتها، مؤسسوها، ممولوها، من أين تحصل على السلاح؟ ما طبيعة عناصرها التى تنضم إليها؟ كيف ومتى دخلت إلى سيناء؟ هل هى مجموعة من المارقين من الأهالى؟ أم هم وافدون؟ أم خليط بين أولئك وهؤلاء؟ أو مثلا، اقتراحات فيما يخص تجارب الجيوش الأخرى فى مواجهة حرب العصابات، ذلك لأن المتعارف عليه، إن الجيوش النظامية تجد صعوبة فى مواجهة العصابات المسلحة، حيث إنه فى حرب العصابات، يكون الإرهابى أخف وأسرع، بينما تكون الجيوش النظامية أثقل فى الحركة، ولسنا الجيش الوحيد فى العالم الذى واجه مثل هذه الحروب، وقد واجهت أعتى الجيوش مثل هذه الحروب، وعانت ما عانينا، ثم وجدوا آلية لمواجهة تلك العصابات المسلحة، إذن فهناك حل، ولا يعيبنا أن نستعير من خبرات الجيوش الأخرى، ولا يعيب الإعلام أن يوعى المواطنين بمثل هذه الحقائق، ليطمئن المواطن، ويشعر أنه واقف على أرض صلبة، وأن عليه ألا يهتز من مثل هذه التسجيلات المصورة التى ترغب بالأساس فى كسر روحه المعنوية.
كنت أتوقع كل ما سبق، وربما تمنيته، لكن، ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.

لم أر سوى صراخ وعويل، وكلمات حمقاء بلهاء من قبيل: لن يهزمنا الإرهاب الأسود، أو «الإرهاب جريمة»، وقالت إحداهن «الإرهاب عمره ما كان كويس، طول عمره وحش»! تصدقوا أنا اتصدمت من كم المعلومات القيمة التى سكبها علينا الإعلام؟ بقى الإرهاب طلع أسود، وكمان جريمة؟ وعمره ما كان كويس؟ إخص عليه قليل الأصل الواطى.. إسفوخس على ده إرهاب يا شيخ، وأنا اللى كنت فاكراه حيتمر فيه العيش والملح؟

صدعتمونا بـ«الدور الوطنى» للمواطن والإعلام، ولم يقم أحد بذلك الدور الوطنى حتى الآن.

سيدى المواطن، ظلمك من أوهمك أن دورك الوطنى هو أن تبكى وتنوح على صفحتك على الفيس بوك، وظلمك أيضا الإعلامى والفنان اللذان خرجا عليك ينوحان مثلك. الدور الوطنى له علاقة بالتوعية، ومحاولة الفهم ودراسة الموقف وتقييمه بأمانة وصدق، وتقديم اقتراحات أو استعراض خبرات قد تفيدنا.. التانى ده دور الندابة، وأظن إن مهنة الندابة قد بطلت منذ زمن.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة