يبدو أن لا أمل مع جماعة الإخوان، فالفكرة الفاسدة التى يعتنقونها تضع على أعينهم غشاوة سميكة، تمنعهم من رؤية الحقائق على الأرض، وها هم يصرون على ممارسة الغباء السياسى حتى النهاية، كاسحين فى طريقهم الشباب المخدوع.
فى البداية لست قلقا من 28 نوفمبر الذى أعلنه الإخوان يومًا للثورة الإسلامية المزعومة، فكل الشواهد السابقة، تؤكد أنهم يتحدثون كثيرًا ويفعلون قليلا، بعد أن اكتشف الناس أكاذيبهم المنمقة، وراحوا يطاردونهم فى الشوارع والميادين.
أقول لست قلقا لأن الجبل الإعلامى لهم سيولد فأرًا جبانا، ومع ذلك أظن أن قوات الشرطة وأجهزة الأمن الوطنى، تعمل الآن لصد أى عدوان يشنه الإخوان على الناس، والممتلكات العامة والخاصة فى ذلك اليوم.
أما الغباء الإخوانى فيتمثل فى عدة نقاط أولها أنهم لم يقرأوا شيئا عن تاريخ مصر، ولم يعرفوا شيئا عن الجهاز النفسى للمصريين، لأنهم لو قرأوا ولو عرفوا، لأدركوا أن الناس كرهت الجماعة أكثر مما كرهوا الإنجليز إبان سنوات الاحتلال، وأن الشعب يحتمى بالنظام القوى حتى لو اشتطت أجهزته الأمنية، كلما زاد تهديد الجماعة ووعيدها، وذلك حدث فى السنوات القليلة التى أعقبت خروج الحملة الفرنسية من مصر عام 1801، إذ حكم مصر فى أربع سنوات ستة حكام، وعاث الجنود الأجانب فى مصر فسادًا، وخشى الناس على أرواحهم وأمنهم الشخصى من جراء الصراع على السلطة بين المماليك والعثمانيين والفرنسيين والإنجليز والأكراد، فهرعوا نحو الضابط القوى محمد على باشا ظنا منهم أنه طيب قادر على الحفاظ على حياتهم.
هكذا إذن المصريون، يرفضون أى اعتداء على أمنهم الشخصى حتى لو زعم المعتدون أنهم يتحدثون باسم الإسلام، كذلك يحتمل المصريون الفقر والظلم وحتى البطش أحيانا، لحين يقضى الحاكم القوى على من يروعونه ويقتلونه بالمجان، وهذا هو التفسير الأهم لما يحدث فى مصر الآن منذ أطاح الشعب بالإخوان فى ثورة 30 يونيو المجيدة.
17 شهرًا والإخوان وأنصارهم فى الداخل والخارج لا يتوقفون عن الولولة، والتهديد والتفجير، ومع ذلك لن تقوم لهم قائمة لا فى 28 نوفمبر وإلى الأبد!